قصة عدوي لكن حبيبي
لعشاق قصص الحب والرومانسية استمتعوا معنا الآن بقصة جديدة مليئة بالاحداث والتفاصيل المميزة ، عنوان القصة عدوي لكن حبيبي نقدمها لكم الآن في هذا الموضوع عبر موقع قصص واقعية ونتمني لكم قراءة ممتعة .
عدوي لكن حبيبي الجزء الاول
الحياة عبارة عن صراع كبير ، طوال الطريق نصارع غيرنا ونصارع الظروف وأحيانًا نصارع أنفسنا وقلوبنا ، هذا الصراع هو الكلمة التي تصف حياتي وحياة كل من حولي ، دعوني أعرفكم بنفسي لينا علوي من عائلة علوي الشهيرة التي تمتلك نصف استثمارات المدينة والتي لا يقترب منها في النفوذ والأموال سوى عائلة القنصل والتي لطالما كانت على خلاف وفي صراعات مستمرة مع أسرتي. أنا الابنة الصغرى لفريد علوي الشقيق الأكبر لكلًا من محمود علوي و جمال علوي ، أمتلك اختان أكبر مني ، ولا يوجد لدي أشقاء ذكور ، فضلت أختاي أن يكملوا مشوارهن التعليمي ويكتفوا بهذا ، يقضون حيواتهن بين النادي الرياضي والمنزل وأماكن التسوق ، الحقيقة لم تكن تلك حياتهن فقط ، بل كانت حياة كافة سيدات الأسرة ، ولكن بالنسبة لي كان الوضع مختلف ، كنت دائمًا أحلم أن أقف جنبًا إلى جنب بجوار والدي وأن أتعلم من خبرته ومهارته في عالم التجارة.
درست العلاقات العامة في الجامعة وتخرجت منذ ثلاثة أعوام ، من قبل التخرج وأنا أعمل مع والدي في المقر الرئيسي للشركة والذي يديره عمي محمود علوي ، والذي حرص على أن يساعدني منذ اليوم الأول وأن يدفع ابنه الأكبر رامي على أن يشرح لي كل ما أحتاج حتى أتقن عملي ، حين تخرجت توليت مسؤوليات أكبر وكان هذا أكبر دافع لي لأعلم أنني أسير في الطريق الصحيح وأن ما اختارته لنفسي أفضل ما يمكنني أن أفعله في حياتي ، كانت العلاقة العملية بيني وبين رامي قوية ولا أنكر أنني شعرت بمشاعر قوية تجاهه ، وكنت أحب قضاء الوقت معه ، وزاد الأمر حين صارحني هو بمشاعره تجاهي ، وبالفعل تحدث والده مع والدي وكان الاتفاق أن تتم الخطبة عقب أن تنتهي مراسم زفاف شقيقتي الكبرى ، كانت المسألة ترتبط بالوقت ليس إلا فزفاف شقيقتي بعد أقل من شهر واحد.
شهدت الفترة قبل الزفاف الكثير من التوتر والقلق خاصة في العمل ، فقد حرصت عائلة القنصل كعادتها أن تضايقنا وأن تصارعنا في كل صفقة نحاول الدخول إليها ، احتدم الوضع كثيرًا ولكن باقي رجال الأعمال في السوق أتفقوا جميعًا على أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر ، فليس من مصلحة عائلة علوي أو القنصل الاستمرار في هذه الحرب ، وليس من مصلحة أيًا من رجال الأعمال الآخرين في السوق أيضًا ، فهذا التوتر ينتقل إليهم ويؤثر على ما يقومون به من أعمال أيضًا.
اجتمع رجال الأعمال ومن ضمنهم والدي وأعمامي وكنت أنا أيضًا ورامي من ضمن الحضور ، وكذلك حضرت عائلة القنصل بكافة أفرادها والحقيقة أنهم أيضًا كانوا منخرطين في أعمال أسرتهم بشكل كبير ، فالشقيق الأكبر المسؤول عن العمل لديهم لم يتزوج وأعتبر أولاد أشقاءه مثل أولاده وبالتالي كانوا مسؤولين معه عن مسيرة العمل ، وكان نصيب الأسد من حق سهيل الذي كان الحفيد الأول للأسرة وأكثرهم خطرًا فقد كان له عقلية تجارية لا يمكن أبدًا الاستهانة به وكان يعرف كيف يستخدم أدواته بشكل ممتاز.
كان أكبر رجال الأعمال سنًا في هذا الاجتماع كمال الطوبجي والذي تحدث لأطول فترة وطلب من أسرتنا وأسرة القنصل التعهد بألا نزعج بعضنا البعض من جديد وأن نتفق كي لا تستمر هذه الحرب بدون أي داعي ، وافق الطرفان احترامًا لهذا الرجل الكبير والذي نقدره جميعًا ، ولكن قبل نهاية الاجتماع تقدم سهيل وقال ” أن أفضل شئ لضمان تنفيذ هذا الاتفاق هو أن يتزوج أحد رجال أسرة القنصل بفتاة من أسرة علوي” ، وبالطبع كان السبب في هذا أن أسرة القنصل 90% منها رجال ، إلا فتاة واحدة في الثامنة من عمرها وبالتالي لا تصلح للزواج.
وافق أبي وأعمامي على هذا الاقتراح بعد ضغط من كمال الطوبجي وعرفنا يومها أن العريس المقصود هو سهيل نفسه ، لم أشعر بأي قلق حينها ، فهناك شقيقة لي أكبر سنًا وبالتالي من المنطقي أن تكون هي الاختيار ، كذلك هناك ثلاثة فتيات أخرى غيري وغير شقيقتي في سن الزواج وأنا أصلا في عداد المخطوبة لابن عمي ” رامي ” ، يومها طلب سهيل أن يتعرف علينا لكي يختار عروسته ، لم أتحمل الأمر أكثر من هذا وصرخت في وجهه ” من تعتقد نفسك ؟ أنت لا تشتري قطعة ملابس أو هاتف غبي ، أنت تختار عروس ، فتأدب ” توقفت القاعة بكل من فيها عن الحديث وغطت في صمت رهيب لم يقطعه إلا صوت سهيل وهو يضحك ويخبر أبي ” حسنًا ، سنقرر في يوم زفاف كريمتكم العروس المقبلة ” ، شعرت بغيظ ولكن والدي أمسك بيدي وضغط عليها كي لا أرد عليه مرة أخرى.
ذهبت مع رامي في سيارته وكنت تقريبًا أصرخ طوال الطريق من كثرة الغيظ ، كيف يمكنهم احتمال هذا الشخص المتكبر المغرور ، من يعتقد نفسه لكي يتحدث بهذه الثقة و يفكر في بنات الأسرة وكأنهن قطع بضائع يختار منها ما يشاء ، قاطع رامي تفكيري بسؤال غبي فنسيت غضبي وبدأت أضحك على سذاجته.
في يوم الزفاف كانت جميع الفتيات متأنقات للغاية فمن تارة أنها فرصة جيدة للتأنق كما أنه على ما يبدو كلًا منهن تتصارع لكي تكون هي العروس الفائزة ، كنت أنظر لهن بسخرية على مدى التفاهة والغباء ، فهن لا يعرفن مدى سوء هذا العريس المنتظر ، مر يوم الزفاف بسلام ، طلب مني أبي أن أذهب معه للترحيب بعائلة القنصل ، ذهبت معه رغم رفضي وحاولت أن أتجنب الاحتكاك مع سهيل بأي شكل ، حين سلم علي أقترب من أذني أقرب من اللازم وقال ” الدور القادم أنتي ” توقعت أنه يتحدث عني وعن رامي ، لكن ما حدث في الأيام التالية لم يكن في الحسبان.
في أول أيام العمل بعد زفاف شقيقتي فوجئت بـ ” سهيل ” يجلس مع عمي محمود الذي استدعاني وأخبرني أن سهيل كان في مكان قريب من شركتنا فقرر أن يمر ليسلم عليه وعلي ، تعجبت و طلبت من عمي أن أنصرف لأن لدي الكثير من الأعمال التي تشغلني ، في نفس اليوم في المساء اجتمعت العائلة كلها في منزلنا و تناولنا العشاء سويًا بحضور العروس ، وحينها فجر والدي المفاجأة التي لم تكن في الحسبان ” سهيل يريد الزواج من لينا ” هكذا قالها والدي بكل هدوء ، لم أفهم ما قاله والدي للتو و حاولت أن أجادل ، لكن والدي وأعمامي جميعهم أخبروني أن الأمر لا يمكن فيه المناقشة ، فـ سهيل يعتبر الوريث الشرعي لأعمال عائلة القنصل وحالة السوق في الوقت الحالي توجب علينا التعاون لا الحرب ، وإن رفضت هذا الزواج ستقوم الحرب من جديد.
لم يعجبني ما سمعت وغادرت إلى غرفتي ، فكرت كثيرًا ماذا يمكن أن أفعل حاولت أن أتصل بـ رامي أكثر من مرة لكنه لا يجيب وهاتفه لا يعمل ، تخيلت أنه في حالة نفسية سيئة ، فأنا أبنة عمه وحبيبته ولابد أنه يشعر بالسوء ، في اليوم التالي ذهبت مبكرًا إلى العمل وانتظرت رامي في مكتبه ، كانت حالتي سيئة فأنا لم أنم ساعة واحدة وأشعر أن الدنيا تخنقني ولا تترك لي أي فرصة للتنفس ، تحدثت طويلًا مع رامي وطلبت منه أن نهرب ، نترك كل شئ خلفنا ونسافر إلى مكان أخر ، إلى دولة أخرى لا يعرفنا فيها أحد ونبدأ سويًا فأنا قد أقتل نفسي ولا أرتبط بسهيل هذا ، وقف رامي أمامي جامد كالصنم ، وبعد فترة من الصمت قال ” إنها أسرتنا ويجب أن نضحي من أجلها ومن أجل مستقبلها ، وزواجك من سهيل القنصل سيوفر مستقبل أفضل للأسرة وأعمالها ، ويجب ألا تكوني أنانية ، لقد تخليت عنك من أجل الأسرة ويجب أن تضحي أنت أيضًا ”
لم أعرف كيف يمكنني أن أرد على ما قاله رامي ، شعرت أنه يصفعني بلا رحمة ، لكنني وقفت أمامه بشموخ وقلت له ” كنت أعتقد أنك رجل ، لكن من الواضح أنك لست كذلك ، حسنًا ، سأضحي وسأتزوج سهيل الذي أراهن أنه رجلًا أكثر منك ، فعلى الأقل تمكن سهيل من أن يطالب بما يريد ، أما أنت فلا يمكنك حتى الدفاع عما هو لك بالفعل ، أنا أكرهك من كل قلبي ” صفعت الباب وخرجت ، خرجت من الشركة وتوجهت إلى المنزل حيث كان والدي ، أخبرته أنني أوافق على الزواج من سهيل.
تابع الجزء الثاني
<><>
عدوي لكن حبيبي الجزء الثاني
لم أستطع تحمل السلبية التي تعامل بها رامي ، فقررت أن أنصاع لمصيري وأخبر والدي بموافقتي ، حين صعدت إلى غرفتي لم أستطع البكاء ، كنت أشعر بالغضب من رامي وليس على رامي وحبي له ، يبدو أنني لم أحبه يومًا كي أحزن على فراقه ، أكثر ما كان يسيطر علي في هذا الوقت شعوري بالاشمئزاز والقرف ، فقد عاملني سهيل كبضاعة بالفعل واختارني بالتحديد لأنه يريد أن ينتقم مني على طريقتي معه في كل مرة ألتقينا فيها ، فحتى قبل اجتماع رجال الأعمال ، وزفاف شقيقتي كنت أتجنب الحديث معه لأن سمعته ليست جيدة في السوق ومعروف عنه أنه زير نساء وأن له عشيقة في كل مكان يذهب إليه.
بعد يومين من موافقتي ألتقينا ، لا أنكر أنه كان وسيم ، بشرته بيضاء بذقن خفيفه وابتسامة ثقة لا تغادره ، في الواقع لو لم أكن أشعر تجاهه بالكره لكنت أعجبت به ، فهو وسيم وذكي وناجح وله شخصية كاريزمية وقوية و كل هذه الأمور من الرائع أن تتواجد في شخص واحد ، حين التقيت به جلس أمامي بهدوء ، كان اللقاء في مكتبه بشركته وأنا من قرر أن أزوره هناك ، كان لدي دائمًا فضول أن أرى شركة القنصل من الداخل وطريقة العمل بها ، كان مكتبه رائع و مشابه كثيرًا لذوقي واختياراتي ، أعجبني اللمسة العصرية فيه واختياراته في الألوان ، لمح في عيني إعجابي بمكتبه فقال ” حسنًا ، يمكنك زيارتي كل يوم للاستمتاع بالمكتب ” أجبته ” لم أكن أتخيل أن ذوقك بهذا الرقي ” ، سألني ” لماذا ” ، قلت بسخرية ” ربما لأن ذوقك في الحديث لم يبشرني بأي خير ” ابتسم بثقة وسألني بشكل مباشر ” لماذا وافقت علي بالرغم من أن هناك علاقة تربطك برامي علوي ؟ ”
تنفست بعمق وأجبته ” ما كان بيني وبين رامي مجرد مشروع ولم يكتمل وأنت تعلم أن هناك دائمًا مشروعات لا تكتمل وحين يحدث ذلك لا نتوقف كثيرًا عندها بل نكمل الطريق ونشرع في مشروعات جديدة ” أبتسم ولم ينطق فأكملت أنا ” السؤال الآن لك ، لماذا اخترتني بالتحديد؟ ” أجابني وكأنه قرأ ما يدور في رأسي ” أعرف أنك تفكرين أنه ربما اخترتك لكي أنتقم من طريقتك معي وتجاهلك الدائم لي ، والحقيقة أنني فكرت في الانتقام فأنا لم أعتد من فتاة على فعل ذلك ، ولكن في الواقع أنا أعرف أيضًا أنك مميزة ، وتعجبني دائمًا أفكارك واختياراتك ، حتى أنني أعرف أن أذواقنا متقاربة “فكرت بداخلي ” يا أللهي ، كم هو مغرور ” أكمل حديثه ” ربما تفكرين الآن أنني مغرور ، ولكن أنا فقط أعرف كيف أحكم على الآخرين و كيف أقيم الأشخاص الذين أتعامل معهم ، انت مختلفة عن كل بنات أسرتك ، الحقيقة مختلفة عن كل الفتيات اللاتي عرفتهن ، والأمر بالنسبة لي تحدي ، وأنا أحب التحديات ”
لم أرد أن أطيل الحديث حول هذا الموضوع وأردت أن أناقشه في أمر أكثر جدية ، قلت ” لدي شرط واحد ” فأجاب بلهفة ” ما هو ؟ ” رددت بحزم ” لا يمكنني أن أتخلى عن عملي ، لقد درست وعملت لكي أصل إلى ما أنا فيه ولا يمكنني أن أتخلى عن كل هذا ” أجاب بسخرية ” لا يمكنك التخلي عن عملك أم عن ابن عمك ؟” غضبت وهببت واقفة ” لا أسمح لك أن تتحدث معي بهذه الطريقة ، وتأكد أنه طالما وافقت على الارتباط بك هذا يعني أنني لا أمتلك ذرة حب واحدة لأي شخص أخر” لم أنتظر جوابه وخرجت مسرعة من المكتب ومن الشركة وتوجهت إلى سيارتي ، قضيت أكثر من ساعة أقود السيارة دون وجهة محددة حين سمعت صوت هاتفي ، وحين أجبت جاء صوت غريب لم أعرفه ” أنا أسف ، لم أقصد أن أضايقك ، أعتذر بشدة عما قلته وأرجو أن تسامحيني ” توقفت جانبًا لأدرك ما يحدث ، لقد كان سهيل يعتذر مني عما حدث سابقًا في مكتبه ، لا أدري لماذا ولكنني شعرت أنه صادق في اعتذاره ، فقلت ” حسنًا ، لا بأس ولكن لا تكرر هذه الطريقة معي ، فأنا قررت أن أرتبط بك لأني أراك رجلًا قوي يعرف ما يريد ويطالب به ” صمت قليلًا ومن ثم وجدت من يطرق على زجاج سيارتي ، حين نظرت وجدته بجواري ، حسنًا لم أستطع أن أكتم ضحكاتي..
أخبرني أنه خرج خلفي مباشرة من الشركة وأنه يسير خلفي من وقتها ، طلب مني أن أترك سيارتي للسائق وسيعيدها إلى المنزل وأن أذهب معه في سيارته ، لا أعلم لماذا وافقت على الأمر ، قضينا يومًا غريبًا ملئ بأمور أفعلها لأول مرة ، فأنا كنت دائمًا حبيسة مكتبي وشركاتنا وكانت هذه واحدة من المرات القليلة التي أتخلى فيها عن مكتبي من أجل قليلًا من المرح.
أخبرني سهيل بأنه يريد الإسراع في إجراءات الزواج فهو لا ينقصه شئ ولا يحتاج لأي شئ وأنا كذلك ، كنت أشعر بالقلق فعلى الرغم من أنه يبدو جيدا إلا أنني قضيت سنوات كثيرة أعتبره عدوي ولا أتخيله الآن زوجًا أبدًا ، لكن يبدو أن سهيل كان قد سبق ورتب كل شئ مع والدي ، بعد أسبوعين فقط تحدد موعد الزواج ، خلال هذا الوقت حددت علاقتي مع رامي تمامًا واقتصرت كل حواراتنا على العمل فقط ، في الحقيقة كنت أشعر بغضب نحوه واحتقار من موقفه السلبي ، على الرغم من أنه لم يعد يهمني.
أخبرني سهيل بأنه ليس محبًا للحفلات الكبيرة وأنه يفضل زفاف صغير ، وبالفعل تم الأمر وتزوجنا في حفل بسيط بعد كتب الكتاب ، وانطلقنا على قصر القنصل ، كانت أسرة القنصل تعيش كلها في نفس القصر الذي لا يمكنني أن أصف ضخامته وروعته ،كان الأمر مرعبًا بالنسبة لي ، كما لو أنني سأعيش في معسكر الأعداء ، ولم يخب ظني فقد استقبلتني والدة سهيل و زوجة عمه الأخرى ببرود قاتل وبنظرات عدائية وكأنني أجرمت في حقهن ، لاحظ سهيل الأمر وأخبرني أن الأمور ستتحسن ، أكثر شخص رحب بي هو عم سهيل الأكبر و الذي كان دائمًا يخبرني أنني بمثابة حمامة السلام بين أسرة علوي وأسرة القنصل.
مر أسبوع كامل على زواجنا وما زلت أشعر بالرعب والخوف من أن يقترب سهيل مني ، في الواقع كان مقدرًا لما أشعر به ولكن كانت هناك ضغوط كبيرة عليه من كل اتجاه وخاصة أن الغضب من والدته زاد كثيرًا حين بدأت من اليوم الثالث بعد الزفاف أن أنزل إلى عملي ، فكانت ترمقني بنظرات حقد غير طبيعية ، وكنت أتجنب النظر مباشرة إلى عينها ، في اليوم السابع بعد زواجنا بدأت تتهامس هي وزوجة عم سهيل حولي وكنت أتجاهل الأمر وأصعد إلى غرفتي ، كنت أشعر أن الأمر يؤثر على سهيل ويوتره ، في اليوم العاشر لم يستطع تحملهم أكثر فأخبرني بأننا سوف نغادر القصر.
بالفعل غادرنا القصر ولم أكن أعلم إلى أين ، لكنه توجه بنا إلى شقة صغيرة للغاية لكنها حميمية أيضًا ، سألته حين وصلنا ” كم فتاة دخلت إلى هذه الشقة قبلي ” ضحك بشدة ” صدقيني كل ما يقال عني كذب أنا لم أكن أمتلك أي وقت لأضيعه مع الفتيات ، أنت أول فتاة تدخل إلى هذه الشقة ” لم أصدقه ولكن يبدو أن أسلوب تعامله الرقيق معي بدأ يزيل كافة الحواجز بيننا ، بدأت أنجذب إلى رقته وأعتاد على وجوده ، أعتاد على أحاديثنا معًا وعلى ضحكاتنا وعاداتنا الغذائية السيئة للغاية.
لم أكن يومًا أعتقد أنني سوف أقع في غرام عدوي ويتحول إلى حبيبي لكن يبدو أن الدنيا والقدر له أحكام ، عرفت أنني أحببته يوم أخبروني في الشركة أنه تعرض لإطلاق النيران ، لم أتحمل الفكرة وشعرت أن الدماء تغلي في عقلي وقلبي فجريت إلى مقر الشركة ، كدت أن أدهس ثلاثة أشخاص في طريقي ، وحين وصلت وجدت دماء على السلالم المؤدية للشركة فلم تتحمل قدماي وسقطت جالسة في مكاني ، لم أستطع فعل أي شئ ، لم أستطع البكاء ولم أستطع الصراخ ولم أستطع الحركة ، لحسن حظي أن شقيق سهيل كان ينظر من النافذة فرآني ، فأرسل سهيل ليطمئنني.
كنت أجلس بجوار الدماء في حالة من الصدمة وأفكر في كل الاحتمالات السيئة ، حين شعرت بيد تطوقني من الخلف ، وبدأت أستوعب ما يحدث ، انه هو ، رائحته وصوت أنفاسه ، بعد ضمة سريعة وقف أمامي ، لم أصدق ما أرى ، لم أستطع النهوض فاقترب مني وأخذني بين ذراعيه ، ارتميت بين ذراعيه ولأول مرة أتمكن من البكاء ، لم أستطع تركه ولم أستطع فهم ما حدث، أخبرني أنها دماء السائق الذي أصيب في كتفه وتم نقله إلى المستشفي ، وأنه هو لم يصب بأي شئ ، فمن الواضح أنها كانت محاولة لإخافته ليس إلا.
أتت سيارة الشركة بدلا من سيارته التي تلطخت بالدماء وتهشم زجاجها، وحملتنا إلى منزلنا ، أمسكت به بقوة وكأنني أخشى أن أفلته ، لم أستطع التكلم فقد وضعت رأسي على صدره ومسكت يديه بكلتا يدي ، حين وصلنا إلى منزلنا ذهب ليغير ملابسه ويبدو أن حالة الصدمة كانت تلازمني ، خرج وجلس بجواري، نظرت إليه بعمق وارتميت مرة أخرى بين ذراعية ، نطقت لأول مرة ” عدني ألا تتركني ، عدني ألا تخيفني هكذا مرة أخرى ” أقترب مني أكثر وكأنه يخترق كل الحواجز التي سبق ووضعتها له ، كانت لمساته حنونة وتشعرني بمحبته وقربه مني ، يومها لم أستطع الابتعاد عنه ، لم أستطع أن أقاومه أكثر أو أن أرفضه أكثر ، أنه زوجي وحبيبي وحان الوقت لكي أبرهن له أنا أيضًا حبي له.
تابع الجزء الثالث
<><>
عدوي لكن حبيبي الجزء الثالث
بعد يوم طويل مليء بالخوف والحب استسلمنا للنوم ولكننا استيقظنا على صوت جرس الباب وطرقات سريعة لا نعلم مصدرها ، أفقنا قليلًا و توجه سهيل إلى الباب لكي يفتحه ، سمعت صوت والدته تبكي وتنهره بشده لأنه لا يجيب على هاتفه ، حاول أنه يشرح لها أنه كان نائم لكنها لم تقتنع وأصرت أن نذهب سهيل وأنا من جديد إلى القصر ، فمنذ عاد أبناء الأسرة بالأمس إلى القصر وأخبروها ما حدث لم تستطع تمالك أعصابها ولم ترتح إلا حين رأته ولن تقبل إلا بعودتنا إلى القصر ، طلب مني سهيل أن أذهب لأرتدي ملابسي وأعد أشيائي لنذهب ، وحين كنت في الداخل أعد أشيائي سمعته يطلب منها أن تحسن معاملتي وأن تعتبرني مثل ابنتها وألا تعيد ما حدث معي وإلا ذهب مرة أخرى ، فأنا زوجته ولابد أن يحترمونني إن كانوا يحترموه ويحبوه.
شعرت بحبه في تلك الكلمات ، وتذكرت موقف رامي مما حدث في السابق وتأكدت حينها أنني كنت على حق ، سهيل رجلًا يعرف ما يريد ويطالب به ويدافع عنه ، سهيل هو الرجل الصحيح لي مثلما قال والدي لي قبل زفافي بساعات ، وصلنا إلى القصر وتعامل الجميع معي برقي وذوق ، كانوا مقدرين للموقف الصعب الذي مر بسهيل وبي ، ويبدو أن شقيقه أخبرهم عن الصدمة التي أصابتني فوجدت والدة سهيل تحتضنني وتقول ” لقد عاد الفرح إلى منزلنا بعودتك يا عروس ، لم أكن أعلم أنك تحبين ابني بهذا القدر ، أتمنى أن تكون حياتكم آمنة وسعيدة ” شعرت أنها لأول مرة تشعر ناحيتي بشيء إيجابي وأعجبني الأمر.
حين صعدنا إلى غرفتنا أقترب مني سهيل محاولًا تقبيلي ولم أستطع منعه ، في الواقع لقد قضينا ثلاثة أيام كاملة لا نذهب إلى العمل ولا نخرج من غرفتنا ، أخبرني سهيل أنه يريد أن يعوض كل الوقت الذي فات وكنت بعيدة عنه فيه ، بدأت حياتنا تختلف ، بدأت أتحدث معه بصراحة أكبر وبدأت أشتاق له أكثر ، بدأت أخبره بما أشعر به ناحيته كل يوم ، حسنًا لقد تمكن سهيل من إيقاعي في حبه ، بل جعلني أعشقه.
مرت الأيام ومازال الحب بيني وبين سهيل يكبر ويصبح أقوى ، كنا في منزل أبي مع الأسرة كلها حين أخبرنا أبي أن رامي قرر أن يتقدم لخطبة شقيقتي الكبرى ، ضحكت ساخرة ويبدو أن سهيل كان يراقب ردة فعلي ، حين خرجنا سألته عن الأمر ، أجاب ” أردت التأكد أن الأمر لا يعنيك ” طلبت منه أن يتوقف جانبًا ، نظرت له في عينيه وأخبرته ” أنا لا أرى من الرجال الآن سواك ، ما كان بيني وبين رامي هو وهم من ناحيتي وطمع من ناحيته ، لم أكن أنا المعنية وقد عرفت هذا من اليوم الذي طلبت منه أن يدافع عني ولا يسمح لك أن تقترب مني ورفض ، واليوم تأكدت ولذلك ضحكت” قال متسائلًا ” لم تحبيه ؟ ” أجبت بثقة ” سهيل ، أنا لم أشعر بالحب إلا معك أنت فقط ، أنا لم أعرف نفسي إلا معك أنت ولم أحب الحياة إلا معك أنت ”
تزوجت شقيقتي من رامي وبعد أقل من شهرين توفى والدي ، كانت صدمة كبرى بالنسبة لي وشعرت أن عالمي ينهار ، لم يتنظر أعمامي مرور شهر واحد على وفاة والدي وطالبوا بتقسيم نصيبه ، خاصة أن كل ذريته من البنات وبالتالي هم مشتركون معنا في الميراث ، عرفنا من الوصية التي تركها أبي أنه ترك لنا أموال سائلة وأصول من شقق وعقارات ولكن الشركات وهبها أبي لأعمامي ، تعجبت من الأمر كثيرًا ، ولكن لم أعترض فهذه رغبة والدي وطالما احترمت رغبات والدي ، لكن ما قتلني هو ما حدث معي بعد تقسيم الميراث ، فقد قرر عمي محمود وابنه رامي أن لا مكان لي في الشركة لأنني ببساطة كما قالوا ” أعيش في معسكر الأعداء”
عدت إلى شقتنا أنا وسهيل ولم أرد أن أعود للقصر حيث عائلته ، أخبرت سهيل على الهاتف أنني في شقتنا ، إن أراد يمكنه أن يذهب إلى القصر، كنت أشعر بالغدر والمرارة ، فلم أكن أنتظر هذا من عمي أو من رامي ، بعد أقل من نصف ساعة وجدت سهيل أمامي ، أخبرني أنه عرف كل شئ – حسنًا سهيل يمكنه معرفة أي شئ – طلب مني ألا أحزن وأن باستطاعتي أن أعمل معه إن أردت ، على الرغم من رقته وعرضه السخي إلا أنني لم أتحمل الضغوط أكثر شعرت بدوار وكدت أسقط أرضًا ، اكتشفت يومها أنني حامل ، احتفلت بي أسرة سهيل بشدة والتفوا حولي جميعهم ، طالبت والدته أن أذهب إلى القصر لكي تتمكن من الاعتناء بي.
يبدو أن خبر حملي أزال أطنان الهموم التي تراكمت على كتفي منذ وفاة والدي ، بدأت أشعر بأن الحياة قد تكون جميلة مرة أخرى ، مرت شهور حملي بسلام ورفضت أن أنزل للعمل مع سهيل ، فضلت أن أقضي هذه الفترة بعيدة عن التوتر والقلق ، وبالفعل أتممت شهور حملي وأنجبت صبيًا جميلًا ، فاجئني سهيل حين أخبرني أنه أطلق عليه أسم ” فريد ” على اسم والدي ، شعرت أن الدنيا كلها تحتفل بطفلي الصغير ، وتأكدت أنني اخترت الرجل الصحيح ، ولا أنكر أن ما فعله زاد قدره في قلبي درجات كبيرة.
مر عامان من السعادة مع سهيل وفريد الذي كان مدلل الأسرة كلها ، فهو الحفيد الأول مثله مثل والده وبالتالي حظي بالدلال كله ، لكن السعادة لم تستمر فقد مرض سهيل فجأة وصار يفقد الوزن بسرعة كبيرة ، كانت لدي مخاوفي والتي للأسف أكدها الطبيب ، سهيل مريض بالسرطان ، الحمد لله كان في مراحلة الأولى ولكن الأمر مازال خطيرًا ، تركت فريد لجدته والدة سهيل وسافرنا سويًا إلى فرنسا ، قضينا هناك ثلاثة شهور كاملة حتى تعافى سهيل تمامًا من مرضه وعدنا إلى الوطن من جديد.
كانت الأمور شديدة التعقيد ولم نعرف عن الأمر شيئًا إلا بعد أن عدنا ، عادت الحروب بين عائلتي عائلة علوي وبين عائلة سهيل عائلة القنصل ، حين عدنا للعمل كانت هناك أمور كبيرة مختلفة ، ولكنني بدأت أشعر بشيء غريب ، حتى سهيل شعر به ، لقد كانوا يعاملونني على أنني عميل مزدوج ، وما زاد الأمر سوءًا هو أن الشرطة ألقت القبض على الشخص الذي أطلق النار على سيارة سهيل وأعترف أن رامي محمود علوي هو الذي اتفق معه وأعطاه المال ، كنت أرى الاتهامات في أعينهم جميعًا ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، بل أن جميع العاملين في الشركة من عائلة القنصل رفضوا أن أكون جزءًا من اجتماعاتهم وهو ما أشعرني بالإهانة فأخبرت سهيل أنني سأترك العمل نهائيًا معه في الشركة ، وافق سهيل .
في نفس اليوم في المساء وأثناء اجتماع كل عائلة القنصل أخبرهم سهيل بأنه قرر أن ينسحب من العمل وأن يؤسس لشركة جديدة له ولي وأنه سيبدأ في تنفيذ قراره من الغد ، وهو ما أصابهم جميعًا بالصدمة وأنا أيضًا ولكنها كانت صدمة حب ، سألت نفسي ” كم يحبني هذا الرجل ؟ لقد تخلى عن أسرته وأعمالهم من أجلي أنا ، تخلى عن تراثه وما سعى طوال عمره من أجل تحقيقه من أجلي ” حين صعدنا إلى غرفتنا طلبت منه أن يعدل عن رأيه ، أن يتراجع فأسرته لن تسامحني على قراره هذا .
أمسك بذراعي وضمني إلى صدره قائلًا ” حتى لو قاطعوني جميعًا ، أنا أكتفي بك ، لن أتراجع عن قراري ولن أتخلى عنك ، سنؤسس لشركتنا ، لعملنا ولن ندع أي شخص أو شئ يبعدني عنك ، ولن أقبل أبدًا أي إهانة لك ، فأنت حبيبتي ، شريكتي ، وأم طفلي ولن أتنازل يومًا عنك ، أنا رجل أعرف ما أريد وأطالب به ، وأدافع عنه ، لذا لن أتخلى أبدًا عنك ”
تابع الجزء الرابع
<><>
عدوي لكن حبيبي الجزء الرابع
في صباح اليوم التالي كانت الأمور محتدمة، نجلس جميعنا على طاولة الإفطار نتناول طعامنا في صمت ثقيل، حاول العم الأكبر لسهيل أن يتجاذب أطراف الحديث ولكن بلا أمل، حتى حدثت الكارثة التي كنت أتوقعها، قبل أن نغادر المنزل بدقائق هاجمتني والدة سهيل بصراخ هستيري تتهمني أنني حققت ما تحلم به أسرتي، فرقت بين أبناء العائلة، لم يعد سهيل كما هو، لقد فقد عقله بسببي وأنني أزمة وأصيبت بها الأسرة ولن تنصلح الأحوال إلا إن فارقتهم إلى الأبد.
حسنًا؛ لقد توقعت البعض من هذا ولكن ما قالته لي أصابني بشعور كبير بالظلم، فمنذ عدة ساعات مضت كنت أرجو زوجي ألا يترك أسرته وألا يتخلى عن العمل معهم، أخبرته أنني لن أعمل إن كان هذا حلًا للمشكلة وأن الأمر لا يهمني كثيرًا، لقد حاولت ولكنه رفض، وقف سهيل دون أن ينطق بكلمة واحدة، كان موقفه أصعب من أن يتدخل فمن سيختار والدته أم زوجته، لكنه وفور أن انتهت والدته مما قالته صرخ بأعلى صوت باسم مربية طفلنا، وحين وصلت أمامه طلب منها أن تصطحب فريد على الفور وتنتظرنا في السيارة.
توجه بنظره إلى والدته يلومها ويخبرها أنني تحدثت إليه ساعات لكي أقنعه أن يعدل عن رأيه، وكاد أن يفعل هذا ولكن بعد ما حدث لن يقبل أن تربطه بأعمال الأسرة أي علاقة بعد الآن، نادى مجددًا على العاملين في المنزل وأخبرهم أن يجمعوا كل ما يخصنا في حقائب وسوف يرسل السائق الخاص به ليستلمهم، حاولت أن أتحدث، حاولت أن أقنعه أنني أتفهم موقف والدته وأن قراراه في هذا الوقت خاطئ ولكنه رفض أن يسمعني، فقط أمسك معصمي بقوة وسار بخطوات سريعة إلى الخارج وسط غضب وذهول من الجميع.
لا أنكر أنني غضبت لما قالته والدته ولكني في نفس الوقت لا أعتقد أن ما فعله سهيل صحيحًا كليا، فمهما حدث هذه أسرته وهذه الشركة تعب وبذل الكثير من الجهد هو وجميع أفراد الأسرة لكي تصل إلى مكانتها الكبيرة في السوق، حاولت أن أتحدث مرة أخرى إليه لكي يرجع عن قراره لكنه رفض تمامًا أي أحاديث.
مر أكثر من ساعة ولم نصل إلى المنزل، لقد لاحظت الآن أن الطريق لم يكن هو طريق المنزل، سألته إلى أين سنذهب، فأخبرني أننا سنهرب لبعض الوقت ومن ثم سنعود مجددًا. بعد ساعتين في الطريق وصلنا إلى شاليه رائع الجمال في أحد قرى الساحل الشمالي، يقع على البحر مباشرة، حوله حديقة صغيرة ولكنها جميلة للغاية، لم أصدق أننا في هذا المكان الرائع الجميل، لقد نسيت كل ما حصل بمجرد أن دخلنا إلي هذه القطعة من الجنه.
سألت سهيل ” ما هذا المكان؟ وكيف يكون بكل هذا الجمال؟” أخبرني أنه اشتري هذا المكان من شهر واحد لكي يهديه لي في عيد زواجنا بعد أسبوعين، لكي نقضي فيه شهر العسل الذي فوتناه على أنفسنا في بداية زواجنا، تألم سهيل كثيرًا وأخبرني” أنا أعلم أن أسرتي أخطأت في حقك، وأن والدتي تجاوزت كثيرًا في كلامها ولكن لا يمكنني أن أبتعد عنهم، لا يمكنني التخلي عنهم، حتى وإن انفصلت عن العمل معهم سأظل دائمًا مساندًا لهم” لم يكن في الأمر أي مفاجأة بالنسبة لي ” سهيل، أنا أعلم بمدى حبك لأسرتك، ولا يمكنني أبدا أن أغضب عليك بسبب حرصك وخوفك عليهم، والدتك مثل والدتي تمامًا ولا يمكنني أن أكرهها أو أطلب منك أن تبتعد عنها، صدقني أنا صدمت فقط ولكن لا بأس أنا أتفهم سبب خوفها وحزنها”
احتضنني سهيل بقوة وقبل رأسي دون أن ينطق بحرف واحد، وقفنا أمام مشهد البحر العظيم نتأمل هذا الجمال في صمت، إلى أن أخبرني سهيل ” هناك مشكلة واحدة تتعلق بهذا الشاليه!!” رددت” ما هي ؟” أجابني سهيل ” لم يتسنى لي الوقت لكي أفرشه وبالتالي لا يوجد قطعة أثاث واحدة بالداخل” ضحكت على ما قاله وكنت أعتقد أنه يمزح ولكني اكتشفت أن ما قاله حقيقي فأصابتني هستيريا من الضحك لم يكسرها إلى كلمات سهيل” حسنًا؛ لا داعي للهلع سوف نذهب الآن ونشتري كل ما نحتاج، ولكن أولًا يجب أن تشاهديه وتحددي ما تريدين انه منزلك”
كان سهيل يعلم أنني أحلم منذ بداية زواجنا أن أمتلك منزل خاص بنا، أختار ما به من أثاث على ذوقي، فغرفتنا في منزل أسرته لم أختر بها أي شئ، وشقة سهيل أيضًا ، حتى حجرة ابني اختارتها والدة سهيل دون أن تعود لي في أي شئ، شعرت بسعادة كبيرة وانطلقنا على الفور، كان الشاليه عبارة عن ثلاث غرف وساحة استقبال كبيرة، اشترينا غرفة نوم لنا، وأثاث جميل لغرفة فريد ومربيته، وأخيرا جهزنا غرفة لأي زائر قد يأتي لنا ولو أني أشك في هذا بعد ما حدث من أسرتي وأسرة سهيل.
قبل أن ننام هذا اليوم كان كل شئ معد وفي مكانة، وحضر السائق بملابسنا واحضر معه زوجته للمساعدة في شؤون المنزل، وهذا أمر أخر لم ينساه سهيل فقد كان الشالية مجهز بغرفة صغيرة في المطبخ لكي تقيم فيها المساعدة وبالطبع لم ننسها في شراء ما تحتاج لكي تشعر بالراحة هي وزوجها.
مر يومان في منتهى الهدوء والسعادة علينا إلى أن جاء سهيل وأخبرني أن أحدد وقت للعودة” متى تريدين أن نعود” شعرت بالأسى لأن هذه الأيام الجميلة ستنتهي” أتصدق ؟ أتمنى أن نعيش هنا طوال الوقت، لا أريد العودة للأعمال والاتهامات والشكوك، اكتفيت من هذه الحياة” لم أصدق حين سمعت رد سهيل” أنا أيضًا اكتفيت، لنبقى” شعرت بالصدمة ولكن في نفس الوقت بالفرحة، لم أصدقه ولكنني لم أستطع التحكم في نفسي، فقد اقتربت منه وارتميت بين أحضانه” سهيل أنت كل ما تمنيت في الحياة، أحبك” ربت على ظهري برقة” وأنا أعشقك”