recent
أخبار ساخنة

زوجي من الجن

زوجي من الجن


" هـدى " الـفاتنة صـاحبة الـ 24 عـاما من لـيبيا تـحديدا مدينة بـنغازي تـعيش لوحـدها بعـد وفاة أبيها وأمهـا, حيـاتها متـوترة نـوعا ما فـهي لاتـمتلك أقـارب وتـخشى من جـنس أدم عامة لأن كـل من يغـريها بالـكلام الـمعسول يـكون فقـط طـامعا بجسـدها, لـم تـجد رجـلا يسـندها وبسـبب المـواقف الـسيئة التـي حصلت لها مع من تعرفت عـليهم أصبـحت ترى كـل الرجـال ضبـاعا... تـقضي " هـدى " بـعض الأيـام في مـكتبة عـتيقة بـوسط الـبلد يديرهـا رجـل سوداني مـسن, تـجلس في تـلك المـكتبة التـي لا يزورها إلا القليـل, وسـط الـكتب الـقديمة تقرأ روايات الـحب والـعشق فـهي تـحلم بـه كـل يـوم, تـحلم بذلك الـفارس بحـصانه الأبيـض, بـعد أن تـنهي كـل رواية تـنهمر دمـوعها وتـحضن الـكتاب ثـم تخـرج... بيـن العـصر والـمغرب ذهـبت للـمكتبة لتـجلس وتقرأ قليـلا... - الـسلام عليكم عـم " عبد الرازق " - وعـليكم السلام, يـاهلا بالـقارئة الـمميزة - أهـناك جديد ؟ - نـعم, بالأمس أتتـني مجـموعة من الـكتب والروايـات الـعتيقة مـن صـديق من الـسودان, ستـجدينها في أخر المـكتبة بـصندوق ورقـي لـم أرتبـها بعـد - أفـرحتني حقـا إلـى أخـر الـمكتبة ترجـلت وجـلست على أرضهـا الـمتسخة, فـتحت الـصندوق و إرتسـمت على وجـهها ملامح الـفرح, العـديد من الكـتب غريبة العـناوين, عناوين تعـلم أنها لن تجدها على الإنترنت... - ماذا أٌقـرأ ؟ مـاذا أقرأ ؟ تساؤلات برأس " هـدى " من بيـن كل تلك الكتب أيـهم ستـختار ؟, وقـعت عـينها علـى روايـة مـكتوب عليـها " أنتِ لـي " - غـريب يبـدو أن هذه الرواية لـيست نفـس رواية " أنتِ لـي " للدكتـورة " منى مرشود " فالـغلاف يـختلف عن غلاف رواية الدكتـورة, أيضـا إسـم الكاتب هنـا " نـجيب المـسلاتي " صـرخت للـعم " عبـد الرازق " - عـماه, ألديك فـكرة عن هذه الرواية - أي رواية ؟ - أنظـر هـنا دقيقة - أأأأأ, لالا يابنـيتي لا فـكرة لدي اقرئيها ثـم أخبريني برأيك عـنها - حسـنا أخـذت الـكتاب وجـلست علـى أحد كراسي الـمكتبة لتـقلب صفـحات الرواية, تـمعنت في مقـدمة الرواية الـغريبة.... (( آنسـتي هذه الرواية مقـسمة إلـى تـسع أجزء والـتاسع أنت بطلته, أنـستي بـعد إنهـائك لصفحات هذه الرواية ستـعشقينني, طيـفي سـيحوم بـغرفتك وكل أرجاء منـزلك, رائحة عـطري لـن تترك أنفك, فأرجوك قـبل أن تبـدئي الـقراءة إن كـنت مـتزوجة أرجعي الـرواية لـمكانها فالـخيانة لـيست بأمر جميل )) ضـحكت " هـدى " قـائلة في نـفسها.. - أسـلوب جذب رائـع, غريب لـم تشتـهر هذه الرواية فـالفتيات يعـشقن المقدمـات المـخادعة مثل هذه " هـدى " لاتجذبها المـقدمات في العـادة لـذلك تجـاوزت الـمقدمة للصـفحة الأخرى, بهـا جمـلة واحدة (( أأنت متأكدة ؟ هـذه أخر فرصة لك للإنسـحاب ؟ )) غضـبت فالإستخفـاف بعـقول القراء لـيس أمر مستـحب, إنتـقلت للصـفحة التالية.. . (( الأن لا مجـال للتراجع, رددي معي " أنت حبـيبي " " أنت حـبيبي " " أنت حبيبي " )) لـم تتمـالك " هدى " أعصابها أغـلقت الكـتاب بقوة وحـملته لتـرجعه بالـصندوق, رمـت الـكتاب نـحو الـصندوق لـكنه سقـط خارجا ومن وسـطه سـقطت ورقـة, تـعجبت " هـدى " وخـشيت أن تكون قد قطعت ورقة من الكـتاب, أمسـكت الورقة وركـزت في كلـماتها (( قـلت لـك لا مجـال للتـراجع, أكملي القراءة رجاءا )) صـرخت من الـخـوف لـتفزع الـعم " عبد الرازق ", ركـض نـحو " هدى " - مالذي يـجري يابنيتي وهـي ترتعش أرادت أن تريه الـورقة لتـصدم بـإختفـاء الـجملة المـرعبة, الـورقة بيـضاء لا أحرف بـها, تلـبكت ولـم تعرف كيف تـفسر الأمر للـعم " عبد الرازق " فقـالت - أسفة يا عمـاه, رأيت صرصورا - كل هذا الـصراخ من أجل صرصور, سـامحك الله يافتاة أخفتيني ثـم كـنت أعتقد أنك فـتاة شجاعة فأنت تختلفين عن بقية الإناث - أعلم أعلم لـكن في تلك اللـحظة لا أعرف مالذي حصل لي ؟ أحتـاج للذهاب للمنزل وأخذ قسـط من الراحة - نـعم بـنيتي فـالكتب لـن تهـرب هههههـ قـبل خـروجها حمـلت الرواية " أنتِ لـي " سألت الـعم... - هـل يـمكنني إستـعارة هذا الكتـاب ياعمـاه ؟ - بالـطبع هـو لك لـيلا بـغرفتـها كـل أضواء الـمنزل مطفأة والـمنزل في حـالة سكـون بإستثـناء ذلك الـثرثار من قـناة الأخبار الصـادرة من تلفـاز غـرفة الـمعيشة, تبـقي " هـدى " الـتلفاز 24س شغالا كـي لا تشـعر بالـوحدة, أمـسكت بـكتابها الـجديد متـأكدة أن مارأته في الورقـة الـفارغة ليس وهـما وأن تلك الـجملة حقيقية.. الـرواية تتـحدث عن شخـص واحد يمـر بثمـان تجـارب حب كل جـزء بعـنوان " نـجيب و .... " مكـان النقـط اسم فتـاة, هـناك شرط جزائي قـبل بداية القراءة هـو أن تجـرح نفـسك وتجعـل القـليل من دمائك يتساقـط على الـورقة الـبيضاء بعـد إنـهائك لـكل جزء... كـعادتها التهمت " هـدى " الـرواية ونفـذت الـشروط الـجنونية حـملت موس الـحلاقة ورسمت بـيدها جروحا بسـيطة دامية, بعـد كل جزء تضع دمائها علـى الـورقة... انتهت أخيرا الـرواية بإنتهـاء الجـزء الثـامن الـساعة الـ 12 ظـهرا, من الـليل حتى ظهر الـيوم الثـاني لـم تتوقف " هـدى " عن القراءة لـم تأكل أو تشرب فقـط تقرأ وتجـرح نفـسها, لاحظت بـعد أن أنـهت الـرواية أن هـناك مجموعة من الـصفـحات فـارغة في أخر الكتـاب, أرادت التـفكير بالأمر لـكن الـنزيف والإرهـاق الشديد تغلبا عليـها, أغشي على " هـدى " لـتغط في نـوم عمـيق... إستيقظت " هـدى " ليلا وكـان الجرح قـد إلتئـم, جـلست تـخمم في مـاحصل بالأمس - يـاإلـهي يبدو أننـي قضيت الأمس وصبـاح الـيوم في قراءة الـرواية الـغبية وياسلام لـقد جرحت نـفسي أيضـا هههههـ يالي من مجـنونة نـظرت " هـدى " إلـى الـورقة الـمرمية على الأرض, حـملتها لـترى مالذي حـل بدمائها و من هـنا بدأت موازين حـياة " هـدى " في التـغير, تـدلى فـكها السـفلي من هـول مارأت, دمـها شكل جـملة - زوجـتك نـفسـ بـسرعة الـبرق حـملت الـكتاب, فتـحته لتـنتقل إلـى الصـفحات الـفارغة متلقية الصفعة الثـانية ويحدث ماتوقعت... (( الـفصل التـاسع " نـجيب و هـدى " )) فقـط العـنوان مـكتوب وباقي الـصفحات بيـضاء, فـهمت " هـدى " كل شيء, الأجزاء التـسعة تـمثل جمـلة " زوجتك نفـسي ", كـاتب هذه الـرواية من كل حرف عاش تجـربة, كيف حدث هذا ؟ ومـن هو هذا الشخـص ؟ هذا هو اللـغز! " هـدى " عرفت أنها هي الـحرف الأخير من الجـملة " زوجتك نفـسي " حـرف الـ " ياء " والـزوجة الأخيرة لـ " نجيب ".... دقـ باب الـشقة على غـير العادة.... * تك * * تك * * تك * ____________________ #حلقة_الأولى
<><>
دقـ باب الـشقة على غـير العادة…
* تك * * تك * * تك *
- أيـعقل أن يـكون هذا " نجيب " ؟
بـخوف تساءلت ثـم حـملت نفـسها متـجهة إلـى الـباب
* تك * * تك *
لـم يتـوقف الـطرق, من العـين الـسحرية ألقت " هـدى " الـنظر قبل فـتح الـباب لـعلها تقرر عـدم الـفتح, عـجوز مـسن يسـتند على عكـازه, بـضحكة قـالت..

- لاتقولوا لي أن هذا هو نجيـب فارس أحلامي هههههـ ؟

أخذت " هـدى " نفـسا عمـيقا وفتـحت الـباب فلا خوف من الـمسن ثـم هـو مصر لـم يتـوقف عن الـطرق بتاتا...

- الـسلام عليكم

- وعليـكم السلام, أهلا ياعمـاه

- أعـلم أن الـوقت ليلا وليـس من الجـميل طرق باب شـقة فتـاة تعيش وحيدة

- هههههـ لا عليك ياعماه, لـحظة كـيف علمت أنني أعيش لوحدي ؟

- أنـا بشـبابي كـنت أعـمل كسـاعي بـريد ومع تـطور التكنولوجيا وتقـدمي في العـمر تـركت العـمل, الـيوم صبـاحا أتاني إتصـال من شـاب على مايبدو أنه عـاشق هههههـ أخبرني أن هـناك طرد سأجده أمـام بـاب بيتي ومـعه مبلغ مالي لي أنا, قـال أنه يعـلم أنني تقـاعدت لـكن لأنه لايستطيع الإفصـاح عن بيـاناته وشركات الـنقل لن تسـمح بنقل طرد دون معرفة بيانات المرسل لذلك إختـارني, أعـطاني عنوانك وإسـمك " هـدى الـسراوي " وأوصاني أن أسـلم لك الـطرد شخـصيا وحذرني من إزعـاجك لأنك تعـيشين لـوحدك.

- وااو يا عمـاه رغـم أن الـكبر مرتسم على ملامحك إلا أنك تتـحدث أسرع من شـاب في الـعشرين من عـمره

- لا تتعجبي من ثرثرتي, تـوفيت زوجـتي منـذ 10 أعـوام ولا أبنـاء لي, أعيش وحيـدا ولا أحد يسـأل عـني, أأأأأأه ياطفلتي بداخلي كلام, حصـيلة 10 أعـوام من الـكتمان الـوحدة والـحزن..

- حقـا أسفـة يـاعماه لفتح جراح كـانت مغلقة

- أتعـلمين وافقـت على طـلب صديقك لـيس من أجل الـمبلغ الذي أعطاه لي, ذلك الـمبلغ تصدق بـه فأنا في غنى عنه, وافقـت حتى أطرق بابك وأثرثر, وافقت حتى أشعر بشبابي ولـو ليوم واحد, قـولي لصديـقك أنني ممتن لـه وبشدة

- تفـضل يـاعماه, أدخل وأخرج كل مابداخلك

- هههههـ لا ياعزيزتي علي الذهـاب الأن, أنت إستمتعي بطـردك ولاتقـلقي لم أفتـحه

- .......

- هل لي بطـلب قبـل أن أذهب ؟

سقـطت دموعها, لـم تحـتمل " هـدى " المـوقف خـاصة أن ذلك الـمسن يـعيش نـفس حـياة " هـدى " تساءلت إن كـانت حيـاتها ستصبح بهذه الـكئابة...

- بالتأكيد يا عماه لك ما تريد

- خبـئي دموعك لـمواقف مفـرحة يابنيتي, طـلبي هـو في الـشهر مرة أطرقي على بـاب مـنزلي ليلا إن فتـحت الـباب إرحلـي وإن لم أفتح أبلـغي الـشرطة

- لـماذا؟

- لأني لا أخرج من الـمنزل ليلا أبدا بإستثناء الـيوم, فـإن لـم أفتح لك هذا يـعني أن روحي ارتقت إلى رحمة الله, حقـا لا أريد أن تتعفن جثتي داخـل المـنزل لا أريد !!

- أطـال الله بعـمرك ياعماه, لا تتـحدث هكذا

- إفعـلي ماطلبت فقط يابنيتي, الأن أسف على إضـاعة وقتك الـسلام عليكم

- وعليـكم....السـلام

دخـلت منـزلها, أغـلقت الـباب بإحكـام, جـلست على سريرها وبيديها الـطرد عـلمت أن الـمرسل " نجيب " لـكن مالذي يخبئه " نـجيب " في هـذا الطرد, فتـحت الـطرد ومشـاعرها مختلطة بيـن خوف وتشـوق وتعـجب...

صـندوق بـه ورقة فقـط ورقة, بغـضب رددت " هـدى "

- اللـعنة ورقة أخرى

(( عـزيزتي هـدى, مـتحمس للقائك لـكن بسـبب بعـض الـقيود المـفروضة علي لا أستـطيع الإقتـراب أكـثر, لذلـك أحتـاج لمساعدتك, وضعـت لـك بالـصـندوق نـاب ذئب على الأرجح لـم تلحظيه لـصغر حجمه, خذي النـاب وتـوجهي إلـى مدينة الـمرج, بالـتأكيد صدمـتي لـبعد الـمسافة لكـن هذه أقـرب مسـافة استطعت قـطعها, اعلمي أنـني شقـقت صـحراء مصـر حتى أصل إلـيك, عـلى أي حـال مـا إن تصـلي لـمدينة " الـمرج " إرفـعي الـناب تـجاه الـغابات ستسمـعين عـواء ذئاب, أركني سـيارتك وإذهـبي بيـن الأشجـار باتجاه العواء, لا تخفضي الـناب فـهو مرشـدك نـحو الـبئر, الـبئر الـذي مـنعني مـن الـوصول إلـيك, إفـتحيه ياعزيزتي إفـتحيه, إفـتحيه حـتى أشـم رائحتك, حتـى أرى بريق عينيك وجمـال ملامحك, لا تتـأخري
تحيـاتي زوجـك نجـيب ))

- أأفـعلها ؟

فـكرت " هـدى " قلـيلا ثـم أخذت قرارها بالـذهاب صـباحا بإتـجاه مـدينة الـمرج التـي تقـع على بـعد ساعة من بـنغازي, أرادت الخـروج ليـلا لـكن الـعواقب وخيمة لا سـيارتها قـد تتعـرض للـسرقة وثـانيا قـد تـكون ضـحية الذئـاب البـشرية...

عصـافير بطـنها تـزقزق أخـيرا نـظرت إلـى نفـسها وتركت غرائب العـالم الـثاني, بعـد أن قـامت بـلفة سـريعة على حـالها رمت نفـسها على الـسرير لـتنام, هـنا الـحماس تغلغل في عروقها ولـم تستـطع الثـبات, وقفـت إرتدت معطفـها مرددة...

- مديـنة الـمرج ها أنا قادمة !

أدارت مـحرك سـيارتها وإنطـلقت بين الـطرقـات نـحو " الـمرج " عازمة على حـل اللـغز المخـيف, يـمر الـوقت وهـي تسـتمع إلـى الأغـاني خـرجت من المـدينة الـصناعية مقـتربة من الـمدينة الجبـلية

(( الـمرج تـرحب بـكم ))

لـمحت اللافتة, مـا أجملها مدينة تـكسوها الـجبال والأشجـار الـخضراء, أوقـفت " هـدى " سيـارتها متأملة في المـدينة ثـم هـزت رأسها متذكرة الأمر الذي أتت من أجله, أخـرجت الـناب وفتـحت نوافذ الـسيـارة لـتستـمع لـعواء الـذئـاب, هـاهو الـصوت قـادم من الغـابة على الـيمين..

إتـجهت من الـطريق الـطينية يمينا باتجاه الـغابة, لا أعـمدة إنـارة ولا مـنازل على مايبدو أن هذه الـغابة يأتيها الـناس للتـنزه في الـنهار فقـط, إقـتربت من عواء الذئـاب..

تـرجلت من سـيارتها وبيـدها الـناب, ضـوء سـاطع مصـوب نـحوها, ضوء سـيارة ربـاعية الدفع, إندفع مـنها ثلاث شـباب تـحدث أحدهـم

- فـتاة وسـط الغـابة لـوحدها ماذا تفـعل ؟ هههههـ بالتـأكيد أنت هـنا لملاقاة حبيبك صحيح, أستـقومون بـموعد غرامـي في وسـط الغـابة

بإرتباك شديد تـحدثت " هـدى "

- أرجـوكم لاتؤذوني, أردت إستـ إستـ إستـنشاق بعـض الهـواء فـ فـقط, سـأعود أدراجي حالا

- لالا لـن تعـودي فأنا والشباب نـشعر بالـملل قليلا

-لالالالا اتركوني

__________________ #حلقة_الثانية

<><>
عـادت لبـنغازي وهي في شدة الهـلاك, توجهت لشقـتها, أخرجـت المفـتاح لفتح الباب ولــكن..

ولـكن البـاب فـتح من الداخـل.....!

فـور انفتـاح الـباب وضـعت " هـدى " يـديها على فـمها حـتى تـحبس الـصرخة, تـوقعت أن يـكون " نـجيب " خـلف الـباب لـكن الـمنزل فـارغ, كيف فـتح الـباب ؟ مـن فـتحه ؟ أسـئلة لـن يجيب عليـها إلا شخـص واحد, نـعم هـو " نـجيب "...

بعد دخولها, رفـعت يديها ولـطمت نفـسها مرارا وتـكرارا نـدما لما حصل للـشباب الـثلاثة, إلتقـطت أنفـاسها مرددة...

- مـاحـدث قـد حدث, هـم ضحـايا لـعبة " نـجيب " مثـلي تـماما !!

أعـدت بـعض الـطعام وأخذتـه لتـجلس أمـام التـلفاز في مـحاولة لإرجاع حيـاتها الـطبيعية ولـو لبضع دقـائق ويبـدو أن خـطتها في إستـرجاع الحـياة الطبيعية فـشلت, وهـي تشـاهد التـلفاز لاحظـت صـندوق الـصور علـى طـاولة الـتلـفاز مفــتوحا, أزاحـت الـطعام جانبا وتحركت من الـكنبة متـجهة للـصندوق بروية, أمسـكت بـصورها المـكسوة بـرائحة الـذكريـات الـجميلة...

أول صـورة مـاراثون الدرجات الهـوائية منذ أربـع أعوام " هـدى " بـدراجتها منـطلقة والإبتسـامة على وجههـا, ثـاني صـورة حفـلة تـخرجها الـعام الـمنصرم رفـقة زملائهـا وزميلاتها, الـثالثة وهـي صـغيرة بـمزرعة أحـد أقاربها تقـتطف الـتفاح, قـبل أن تـكمل مشـاهدة الـصور لاحظـت أمرا مريبا....

عـادت من أول صورة, صـورة المـاراثون, أمعنت الـنظر, خـلفهـا شخـص بـدراجته الـهوائية كـل شيء فـيه واضـح مـاعدا وجـهه بدا وكأنه بلا ملامـح وجه !!

صورة حفـل التخرج, خـلفهـا يقف ذلـك الغريب ونـعم حتى في هذه الـصورة بدون أي ملامح, الـصورة وهـي صغـيرة بالمـزرعة بيـن الأشجـار يقف بعـيدا ولا تفـاصيل لـوجهه, الـصورة الـرابعة والخـامسة وإلـى أخر صـورة, الـصور العائلية والـمدرسية, هـو يتواجد بجـميع الـصور في كـل ذكـرى يرافـقها....

- أرجـوك كفـى أرجــــوك

رمـت صنـدوق الـصور وإنـهارت على الأرض تـبكي, سـئمت من ألاعيب " نـجيب "....

صـباحا إستـيقظت " هـدى " على رنـين هـاتفها المـزعج, فـركت عيناها لـتجد نفـسها على أرضية غـرفة المعيشة الـباردة وسـط كومة الـصور, جـلست قائلة..

- أيـعقل أن كـل ما حـصل كـان مجرد حلم ؟

لكـن سـرعان ماتأكدت أن الأمر واقـع بـعد نظـرها للصـور ورؤيتها لذلك الـطيف الذي لـم يغادر صورها...

** رنين الـهاتف **

- ألـــو ؟

- أنـسة " هـدى "

- سـيد " نزار " أأأأسفــة لأننـي لـم أرد على مـكالماتك الـيومين المـاضيين كـانت لي ظروفي الـخاصة

- لا يـهم يخـصم ذلك من راتبك, عـلى أي حـال إتصالي الـيوم لأمر أخـر غـير الـعمل

- ومـاهو ؟

- أيـمكنك الـقدوم إلـى الشـركة الأن أم حـتى هذا الـيوم أسجلك غـياب ؟

- هههههـ لا أنـا قادمة

إغـتسلت ثـم تـناولت إفطـارها و خـرجت بـفرح شعـرت ببصيص أمـل فـي أن تستـطعم لـذة الـحياة الروتينية الممـلة ولـو قليلا عـند ذهـابها للـعمل, نـسيت أن أخبركـم " هـدى " خـريجة تـخصص شبـكات وهـي تعـمل بـأحد فـروع شـركة الإتصـالات الـليبية " المـدار "...

ذهـبت " هـدى " للـشركة, ألقـت التـحية علـى حـارس الـبنـاية ودخـلت, إلـى مـكتب الـمدير " نـزار " توجـهت...

- الـسلام عـليكم

- " هـدى " ياهلا, تعـالي أجلسـي هـنا

- حسـنا, أكـرر أسـفي بسـبب الغـياب

- لاعليـك, كـيف حـالك ؟

- بـخير سيدي وأنت ؟

- الـحمدلله بأفضـل حال, بالـتأكيد تتسألين لمـاذا إستدعيتك ؟

- في الـواقع نـعم

- سـأدخل في صـلب الـموضوع, لـدي مـوضوع أحتـاج لمـساعدة أنثـى به وأنـا لأنني رجـل متزوج ليـس لدي أي صديـقات, لذلك قـمت بـتفـحص مؤشـر كفاءة الموظفين وأمانتهم وتبـين أنك أنت تعتلين قـائمة الإناث والـجميع يشـهد بصـدقك وحسـن أخلاقك

- أخجلتـني ياسيدي وأقلقتني في نفـس الوقـت, ماذا هناك ؟

- أنـا تزوجت منذ عامين, زوجـتي فـاتنة الـجمال وصـاحبة أخلاق حـميدة, تغـار منـها كل الـبنات في عـائلتي, لأننـي مديـر شركة ورجـل بمكـانتي خالاتي وعـماتي حـاولن أن يجـعلني من نصـيب إحـدى بنـاتهن لـكن باءت كل محاولاتهن بالـفشل, فـقلبي و عـقلي شردوا بـزوجتي

- وااااو من النـادر أن تجد رجلا وفـيا في عصـرنا هذا

- دعـيني أكمل, لـم أكن أعـلم أن الـحقد والحسـد من الأقارب لـه أضراره, كـل أسبوع تزورني خالة وعـمة, خالة وعـمة, يزرنني في الـبيت ليـزعجن زوجتي, الـمدة الـماضية تغـيرت تصـرفات زوجـتي, أول مـرة عـدت من الـعمل ليـلا لأجد بـاب غـرفة النـوم مغلقا من الـداخل وزوجـتي تصـرخ كأنها بـليلة جـماع, شرارة الغـضب تـطايرت من عيناي, برجـلي كسـرت البـاب, زوجتـي عارية على الـسرير, أردت التـقدم خـطوة للـبحث عن اللـعين الذي خـانتني معـه وإذ بشيء, شيء لم أره رمـاني نـحو الجدار مانعا إياي من الـدخول, بـعد أن إستـجمعت قواي ووقـفت لاحظـت أن زوجـتي خفـت صوتها, دخـلت للـغرفة حـاملا سكـينا بيدي, لـكن المفاجأة أن لا أحد بالـغرفة, بل لا أحد بالـمنزل غـيري أنا وزوجتي, أنت لا تصـدقينني صحيح ؟

- لالالا, أنا مررت بمـثل هذه المـواقف سـابقا لذلك أصدقك, أكمل رجاءا

- أيقظت زوجـتي لأسألها عما جرى وبضـحكة عـالية رددت أنها لا تعرف مالذي أتحدث عـنه, نـهارا زوجـتي على طبيعتها أما ليـلا فـيحدث نفـس الأمر, سئمت ذلك الأمر اللا طبيعي, مـنذ أسـبوع قـيدت زوجتـي بحـبل ثـم جلبـت معي شـيخ متـخصص بهذه الأمور, قرأ الـشيخ عـليها لـيتـحدث جـني من جسـد زوجـتي قائلا " أنا عـاشق لهذا الجسد ولـن أتركه حتى أرتوي ", الـشيخ أخـبرني أن أحدا ما زرع سـحرا بهـذا الـمنزل بالـتأكيد أحد أقاربي, وقـال إن كـنت أريد معرفـة مـكان الـسحر عـلي إحـضار أنـثى معـي للـمنزل فـهي سترشد الـشيخ لـمكان الـسحر

- أتقصـد ....

- نـعم, أريدك أن تذهـبي معي وتـنفذي أوامر الـشيخ لإيجـاد مكـان الـسحر المـوجود بالـمنزل

- لـماذا أنا تـحديدا ؟

- أخبرتك سـابقا أنـت تعتلين قائمة الموظفات في الأمانة والصـدق, هذا الموضوع لا أريد لأحد أن يعـلم بـه وأنا أعـلم أنك لن تـخبري أحدا

- لا أعلـم

- أتوسل إليك, أعـلم أنك تخشين أن أكون أحاول خداعك لـكن يـمكنك إبلاغ أي من أصدقائك أنك ذاهبة لـمنزلي لمـهمة عمل حـتى يعـلموا أين أنت لـكن فقـط لاتخبـريهم عن سـرنا, أرجوك لا أستـطيع أن أثق بـغيرك يا " هـدى "

- مـتى سيـأتي الـشيخ ؟

- الـليلة

- أعـطيني عـنوانك

- أستأتين ؟

- إن شاء الله

- شـكراااااااا لك وغيـابك عن العـمل الأيام الماضية إعتبريه ملـغيا

يـبدو أن عـالم الـماورئيات لـن يترك " هـدى ", جـلست بـشقتها تـنتظر غـروب الـشمس حتى تخرج إلـى منـزل مديرهـا..

ذهـبت لـمنزله, طرقت البـاب, فـتح " نـزار " الـباب بإبتسامة

- تفـضلي الـشيخ ينـتظرك بالـداخل

دخـلت مستـعدة للـمغامرة الـجديدة, أمـر غـير متوقع حـدث, ضـربة من الـخلف أسقطـتها علـى الأرض مغشيـة..

إستيقظت " هـدى " وأول مافتحت أعينها عليه كـانت إمرأة جـميلة الملامح نائمة مقـيدة بالـقرب منهـا, حـاولت التحرك لـكنها إكتشفت أن لـيست المرأة وحـدها المـقيدة, حـركت أعينها للأعلى لـتجد " نـزار " واقفا, صـرخت

- لـماذا تفـعل هذا لمـاذا ؟؟؟

- هدئ من روعك

- أبلـغت صديـقتي بـأنني عنـدك, وإذا طـال غـيابي ستتصـل بالشرطة

- لـن يطـول غيابك أعدك

- مـاذا تقصد ؟

- أنـا لـم أخدعـك كليـا يا " هـدى ", الـمرأة المـقيدة إلـى جانبك هي زوجتـي, الـقصة التي أخبرتك بـها صـحيحة في ماعدا الجـزء المتـعلق بالـشيخ, إستـطعت لوحـدي بإستعـمال القرآن التـواصل مع الـجني بداخل زوجـتي, عقـدت معـه صفـقة, أسـلمه جسـد فـتاة جـميلة يترك زوجـتي, بـحثت في الـشركة عن موظفة تستـطيع القـدوم إلـى منـزلي ولـن تسبب لي مشـاكل فـلم أجد أنسب منك, فتـاة صـغيرة جـميلة لا أهل لـها ولا أقـارب يسألون عـنها, أنت كـنت مناسبة لـخطتي بنـسبة 100%

- وماذا الأن ؟

- الأن ياطـفلتي الـجميلة حـان وقـت تنفـيذ الـخطة

____________________ #حلقة_الثالثة
<><>





- وماذا الأن ؟



- الأن ياطـفلتي الـجميلة حـان وقـت تنفـيذ الـخطة

- حـــــــــقير !!

- هههههههـ

تـحرك " نـزار " صـوب زوجته لـينزع الـشريط اللاصـق من علـى فـمها, ثـم ردد..

- أأنت هـنا ؟

كـان سؤاله مـوجـها لـزوجتـه رغـم أن كـلمة " أنـت " كـانت مـوجهة لذكـر, الأمـر الذي جـعل " هـدى " تسأل

- إلـى مـن تتـحدث ؟

- ألـم أقـل لـك أننـي إستطعت الـتواصل مع الـجني الـعاشق !

عـاد مرددا و ناظره نـحو زوجته...

- إن لـم تتـحدث سـأحضر الـمصحف الـشريـف لأجـعلك تبـصق الـحروف بـصقـا

بعـد أن قـال جـملة " الـمصحف الـشريف " صدر صـراخ ذكـوري شديد صـادر من فـاه زوجـته, صـراخ أخـاف " هـدى " لـكن لـم يهـز شـعرة من " نـزار " الذي بـنظرات غضب قـال

- تـحدث الأن !!

- مـــاذا تريد ؟؟؟

صـوت ذكـوري خـافت صـدر من الـزوجة لـترتسم ملامح الـتـعجب علـى وجـه " هـدى ", تـحدث " نـزار "

- أحـضرت مـاطلبت, أنظر إلـى جـانبك وأخبـرني إن كـانت قـد أعجبتك

إلـتفت الـزوجة لـتنـظر إلـى " هـدى " لـكن من كـان يشـاهد بأعين الـزوجة شخـص أخر, إرتسـمت إبتسامة كـبيرة على وجه الـزوجة وتـجعد وجـهها لـيشكل ملامـح مخيفة, تـحرك فـمها..

- هـي منـاسبة جـدا

صـرخت " هـدى " في خـوف بيـنما يـتفق الـجني و " نـزار ", تـحدث " نزار "

- حـسنا إن كانت منـاسبة, أترك زوجتي وأدخل بـجسدها

- إربـط رجـل زوجتك الـيسرى بـرجلهـا الـيسرى

- لـماذا ؟

- غـبي, ألا تـعلم أننـا ندخل إلـى أجسـاد الإنس ونخرج منـها من الأرجل اليـسرى

- معـلومة جديدة

- قـم بـعمـلك الأن

تـحرك " نزار " ليـفك وثـاق رجل زوجته ويحركـها على جسـد " هـدى ", حـان دور رجـل " هـدى " لـيفك الـوثاق عنها, قـاومته تصرخ وتـهز جسـدها لكـن دون أي فـائدة, إستـطاع ربـط الأرجل مع بعـضها, تـحدث " نـزار " والإبتسامة تعتلي وجـهه...

- قـم بعـملك الأن يـا لعـين

صـرخ الـجني داخل جسـد الـزوجة أصـبحت أعيـنها ناصعة الـبياض إنتفـض جسـدها مرات عدة و " نزار " مشوش لـم يفهم مالذي يحـدث, سرعـان ما إنتقـل ذلك الـصراخ إلـى جسـد " هـدى " إنتفـض جسـدها هـي كذلك, أنـوار الـمنزل تضـعف والـنوافذ تهـتز, الـجو أصـبح مـخيفا, بقـوة إنتفـض جسـد " هـدى " ثـم سقـطت مغشية, كلـتا الفـتاتين نائمتين, إقـترب " نزار " من " هـدى " وتـحدث

- أيـها الـجني أأنت هنـا ؟

بـعد أن قـال جملته, بـلمح الـبرق فـتحت " هـدى " أعينها وبهـدوء جـلست وكـل القيود لـم توقفهـا عن الـجلوس بـل تقـطعت وكأن الـمقيد وحـش وليـست " هـدى ", قـال " نزار "

- راااائـع هذا يـعني أنني نجحت

- لاتـحاول الـقيام بعـملية نقـل جـني إلـى جسـد إمرأة متـزوجة

الـصوت الـذي خـرج من جسـد " هـدى " كـان خشـنا لـكن الأمر الذي جـعل " نـزار " يتراجع خائفا أن الـصوت لـم يكن مطـابقا لـصوت الـجني الـموجود بـجسد زوجـته, بـخوف تحـدث " نـزار "...
- مـن أنـت ؟

- زوج " هـدى " وأنصـحك أن لا تفـكر مـجددا في الإقتـراب من زوجتي

تـحرك بـجسد " هـدى " لمـغادرة منزل " نـزار " وقـبل أن يـخرج إلـتفت إلـى " نـزار " مرددا..

- لا تـنتظر أن تستيقظ زوجتك, عـملية الـنقل فـشلت وجسـد زوجـتك لـم يحتمـلها, تـوقف قـلبها عن الـعمل, لـكن أنـظر للـجانب الـحسن لـن يزعجك ذلك الجـني مجـددا ههههههـ

ركـض " نـزار " نحو زوجته محتضنا إيـاها بـاكيا..

- زوجـتي حبـيبتي أرجوك ردي علـي, أرجـــوك لا تتركيني وحـيدا

خـرج " نـجيب " لـيعود بـ " هـدى " إلـى شقـتها, دخـل بـها لـغرفتها ووضـعها على الـسرير, إنتـفض جسـد " هـدى " لتستـعيد وعـيها, تـعجبت لأنهـا بغـرفتها وتساءلت...

- أيـعقل أن يـكون " نـزار " نـجح في عـملية نقـل الجني وأدخلـه بـجسدي ؟

ضجيج صـادر من معـدة " هـدى " وقفـت من فـراشها لتـعد بعـض الـطعام, وهـي بالـمطبخ إلتـقطت أذنها جـملة " خبـر عـاجل " من ذلك الـثرثار بقـناة الأخبار في الـتلفاز, خـرجت لـتلقي نـظرة مـاهو الـخبر الـعاجل

(( في حـي الـليثي بمـدينة بـنغازي خـرج شخص يدعـى " نـزار الـعقيلي " وهو مدير أحد فروع شـركة الـمدار للإتصـالات يـصرخ للـجيران طالبا المساعدة, تبين أن زوجته توفيت بـسكتة قـلبية, ضل يردد أن الـسبب في ذلك فتـاة وكـلما حـاول ذكـر إسمـها يتعثـلم لسـانه, حـاول الـبعض جـعله يـكتب إسمـها على ورقة ولـكن كذلك الكـتابة فشلـت فـلم يستطع إلا كـتابة أول حـرف من إسـمها حـرف " الـهاء ", وحسب أخـر المستجدات أن " نـزار " تـم نقـله إلـى مستشفى الأمراض الـنفسية لـتحليل مشـكلته ))

سقـط صـحن الـطعام من يد " هـدى " إلتفت في الشقـة وهي تنظر للسقف مرددة...

- ماذا يـا " نـجيب " ألا يكـفي أنك حـملتي ذنـب الشـباب الثلاثة الذين أكـلتهم الذئاب الأن زوجـة " نـزار " !!

فــتحت نوافذ الشقة لـتدخل ريـح قوية حـاملة مـعها حـرف وكـلمة بعـد أن أنهت " هـدى " جـملتها مبـاشرة...

- و " نـزار "

مـا إن سـمعت " و نـزار " حـتى ركضـت خـارج الـشقة, أدارت محـرك سـيارتها نـحو مسـتشفى الأمراض الـنفسية, من بـوابة الـمستشفى دخلـت قـبل أن تتـحرك خـطوة واحدة صـراخ ممـرضة أثـار ضجة بـالمستشفى قـالت الـممرضة

- الـمساعدة, الـمريض " نـزار الـعقيلي " شـنق نفـسه

لـم تصـدق " هـدى " مـا سمعت تراجعت إلـى خـارج المـستشفى, دخـلت مـتجر للمواد الغذائية, تفـاجئ الـموظف فالـساعة الـرابعة فـجرا, أمر عـجيب أن تخرج فـتاة في مثل هذا الـوقت إن لـم يكن مستحيلا, ملئت الـسلة بكـل ما لذ وطـاب, إتجهت للموظف لتـدفع, تـحدث الموظف..

- هـذا كـثير, أيمـكنك تـحمل تكاليف كل ماأخذتي ؟

- نـعم

- مارأيك أن لاتدفعي شيئا ؟

- ماذا تعني ؟

- أنت تفـهمينني

- أأأه هههـ, إقتـرب قليلا إذا

بيـن " هـدى " والـموظف مـاكينة الـبيع, حـرك الموظـف رأسه نـحو " هـدى " منتظرا الـقبلة الـساحرة, أخرجت " هـدى " من جيبها سكـينا صـغيرا تأخذه معـها لمـثل هذه الـمواقف, وضعـته على عـنق الـموظف

- إسـمعني جيـدا, كوني خرجت في هذا الوقت المتأخر لا يعني ذلك أنني مثـل ما تعتقد لذلك أنصـحك بسـحب كل أفكـارك وإلا أقسـم لك أن أفرغ كـل غضبي مشـاكلي وحزني على جسـدك !!

- أسـف أسف

دفعـت " هـدى " الـمال وذهـبت, رجعـت لشقتها, وضعـت كل الأغراض بالـمطبخ ثـم دخلت لـغرفة الـخزين أخرجت ألواح ومسـامير لـتغلق النوافذ وبـاب الشـقة, رددت..

- الآن يـا " نجـيب " لـن تتسبب في الـمزيد من الـجرائم, سـنبقـى هـنا حـتى أجد حل لـجنونك, أسمعـتني !!!

____________________ #حلقة_الرابعة
<><>

دفعـت " هـدى " الـمال وذهـبت, رجعـت لشقتها, وضعـت كل الأغراض بالـمطبخ ثـم دخلت لـغرفة الـخزين أخرجت ألواح ومسـامير لـتغلق النوافذ وبـاب الشـقة, رددت..

- الآن يـا " نجـيب " لـن تتسبب في الـمزيد من الـجرائم, سـنبقـى هـنا حـتى أجد حل لـجنونك, أسمعـتني !!!

جـلسـت " هـدى " علـى الـكنبة و ظـلت تفـكر بـحل للـتخلص من مـصيبتهـا, حـل للـتخلص من " نـجيب ", إنتـفض جـسدها في لـحظة لـيتحدث " نـجيب ", من فـمها يـخرج الـكلمات..

- أهـلا عـزيزتي

- " نـجيب "

- نـعم " نـجيب "

- أنـت بـداخلي ؟؟؟

- نـعم, تـذكرين ذلك الـبئر في مـدينة الـمرج ؟ ذلـك الـبئر قـام الـقدماء من سـكان الـمدينة بـزرع سـحر بـه, ذلـك الـسحر يـسجن أي جـني يقـترب من الـبئر, لذلـك حـين قـطعت صحراء مصـر وأتيت للـيبيا مررت بمدينة الـمرج وحيـنها سـحبت داخل الـبئر, طلـبت مساعدتك لأن الـسحر يبـطل إن دخـل إلـى الـبئر نـور, وبـعد أن فــتحت الـبئر يا " هـدى " تـحررت و استطعت أن أكـون معـك !

- لـماذا قـتلت الـشباب و " نـزار " وزوجته ؟ لـماذا حـملتني دمائهم ؟!

- بالـنسبة للـزوجة هـي لـم تـحتمل عـملية نقـل الجـني من قـتلها زوجـها وليـس أنا, أمـا الـبقية كـلهم يسـتحقون الـموت

- وستستمر في ذلك ؟

- أنـا لا أقـتل من فـراغ يـا " هـدى " سأقتـل وأمزق وأسحـق كل مـن فـكر في أذيتـك

- لا أريدك أن تقتـل من أجـلي !!!

- " هـدى " أنت تعـلمين أنـك أمـلي الأخير في الـحياة الإنسـية

- مـاذا تقـصد ؟

- جـملة " زوجـتك نـفسي " كمـا تـعلمين هي تـمثل تـسع فـصول من حيـاتي الزوجية وكل فـصل يـمثل زوجـة, أنت علـى علـم بكل هذا وأيضا تعرفـين أنك الـزوجة الأخيرة الـممثلة لـحـرف " الـياء "

- نـعم كـل هذا عرفته من بداية الأمر لـكن ماذا تـقصد بأننـي أملـك الأخير ؟

- أنت سـتساعدينني لأكـون إنسـيا بـعد فـشل الثـمان زوجـات !

- إنسـيا ؟؟؟

- نـعم كمـا سمـعتي

- هـل لي بسـؤال ؟

- بـكل تأكيد

- مـاذا حـدث لـزوجـاتك الـثمانية ؟ مـاذا حـدث لـهن بـعد الـفشل في مسـاعدتك ؟

- كـل مـن فـشلت وافـتها المـنية

- تقـصد أنـك قتـلتها ؟

- لا تنـطقي بجـمل لـم أقـلها, أنا لـم أقـتل أي مـن زوجـاتي لـكن الـفشل ضرائبـه كـبيرة كـبيرة جـدا

- و إن رفـضت مسـاعدتك أسـتوافيني الـمنية أنا أيـضا ؟

- هههههههـ لـن ترفـضي أنـا متأكد

- لا تـكن واثـقا كـثيرا

- سـوف نـرى

إنتـفض جسـد " هـدى " شـعرت بـأن " نـجيب " إختـفى, حـاولت " هـدى " مخاطبته لـكن دون فـائدة..

قـفزت علـى سـريرها لـتغط في نـوم عـميق....أخـيرا " هـدى " حصـلت علـى قـسط من الـراحة

- أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ

إستيقظت " هـدى" ظـهرا علـى صـراخ مـدوي صـادر من الـسيدة التـي تقـطن بالـشقة في الـطابق الـعلوي, لـم تفـهم " هـدى " ما الذي يـحدث وبسـبب إيـصادها للـباب والـنوافذ لـم تستـطع رؤية الـمشكلة, ظلت تدور بالـمنزل وهي تسـمع الـصراخ وأًصـوات تـكسير...

- يـــاربي ماذا أفعـل ؟ مـاذا أفعـل ؟

تـفـرك رأسـها وتفـكر إن كـان نزع الألـواح فـكرة سـديدة, تتـقدم خـطوة لـنزعـها وتتـراجع خطـوة, التـردد مـسيطر عليـها والـصراخ لـم يتـوقف, قـررت وأخيرا بـسرعة حـملت الـمطرقة لـفك الـلوح الـمثبت علـى الـباب, فـتحت الـباب لـتجد كـل الـجيران علـى سلالم الـعـمارة وأنـظارهم لأعلى الـسلالم, سـألت...

- مـا الذي يجـري ؟

- السـيد " سـليمان " يضـرب زوجـته المـدام " فـرح " أشد الـضرب

- لـماذا لـم توقفوه ؟؟

- بيـده مسـدس هـددنا إن دخـل أي منـا سـوف يقـتله

- وأنتم بالـطبع فـعلتم ما أمركم بـه

- ماذا تتوقعين مـنا, بيـده مسـدس وهـو رجـل متـعاطي للمذهـبات

- أفـسحوا لـي الـطريق يـا جبـناء !

صـعدت " هـدى " درج الـعمارة نـحو الـطابق الـعلوي تـحديدا تـجاه منـزل الزوجـين, الـناس مجـتمعون عـلى الـباب, صـرخت

- إبتـعدوا عن الـباب !

نـظر الـجميع إليـها متـعجبين, من بيـنهم إنـدفعت " هـدى " نـحو الـشقة, أمسـك بهـا رجل لـيمنعها فـأزالت يـده قـائلة...

- إيـاك أن تلـمسني, فحـركاتك الـرخيصة هذه أعـرفها

الـرجل أمسـكها مدعيـا خـوفه عليـها من الـزوج الـمجنون لـكن " هـدى " عـلمت أنه أمسـك بـها لأسـباب أخـرى, يـوما بـعد يـوم " هـدى " تـكره جـنس أدم بـسبب هذه الـتصرفات الـمثيرة للـريبة...

دخـلت للـشقة وصـراخ الـزوجة لـم يتوقف, إلـى غـرفة الـزوجين دخـلت لتـجد " سـليمان " الـزوج يسـدد اللـكمات إلـى لزوجته الـملقية على الأرض, الكـدمات تغـطي وجـه الـمدام " فـرح " والـدماء تتسـاقط من فـمها بسبب الضـربات الـعنيفة, صـرخت " هـدى "

- تـوقف حـالا !!

إلتفـت " سـليمان " نـحو من صـرخت عليه " هـدى " حـمل مسـدس مردد..
.
- أخــرجي من هـنا حـالا !

- لـن أخرج إلا ويدي في يـد الـمدام " فـرح "

- أنـا لا أتحـدث بـلطف كـثيرا, أخـرجي أو خـيرا لـن يحـصل

- أبـدا !

- حسـنا إذا...

سحـب زناد مسـدسه لـيطلق رصاصة نـحو الـحائط الـمجاور لـ " هـدى ", أفزعـتها لـكنها لـم تتراجع...

- قـلت لك لـن أخرج !

- أحـيي فيـك شجاعتك, لـكن الـشجاعة فـي بعـض الـمواقف غـباء

أطـلق رصـاصة لـكن هذه الـمرة لـم تكـن في الـجدار بـل داخل رجـل " هـدى " الـيسرى, سقـطت أرضـا تصـرخ, ما إن لامس جـسدها الأرض حـتى سـقط " سـليمان ", يصـارع نـفسه يـختنق أثنـاء محاولة الـحديث, الدمـاء تـتسرب من أنفه فـمه و أذنـيه, وهـي تتألـم صـرخت " هـدى "...

- لاااااااااا "نـجيب " أر أرجـوك تـ أه أه, تـوقف أه أه لا تـقتـلـ أأأأ لا تـقتلـه
عـلمت " هـدى " أن مـا يحدث لـ " سـليمان " وراءه " نجـيب ", رفـع " نجـيب " جسـد " سـليمان " في الـهواء وأسقطـه لـيسبب لـه فقط بعض الـكسور الـبسيطة, بأعلى صـوت نـادت " هـدى " على الـجيران...

- أأأأه يـا جبـناء نـحن ننـزف أدخـلوا

أخـيرا لـب الـجيران الـنداء ودخـلوا للـغرفة لإسـعاف المـصابين الـثلاثة " هـدى " والزوجـين, صـرخت الـزوجة " فـرح " فـور دخول الـجيران....

- أبـعدوا هذه الـساحرة الـمجنونة, أبعـدوها عـنا

نظـارات الـتعجب تعـتلي ملامح كـل الجـيران, رددت المـدام " فـرح "..

- إن كنـتم لا تصـدقون أن " هـدى " سـاحرة فـكاميرا الـمراقبة بالـغرفة قـامت بتـوثيق الـحادثة, يـمكنكم مشاهدة التـسجيل بـجـهاز العرض في الـغرفة الأخرى

نقـل الثلاثة إلـى المـستشفى حـتى يـتم إيـقاف الـنزيف ومعـالجة الـكسور, " هـدى " تتـألم وخـائفة من أن يظـن الـجميع أنـها سـاحرة بعـد مشـاهدتهم للفيديو....

بـعد يـوم من الـعلاج في غـرفة " هـدى " بالـمستشفى, دخـل ضـابط شـرطة تـحدث..

- الـسلام عليكم أنـسة " هـدى " صحيح إسمـك " هـدى " ؟

- وعـليكم الـسلام, نـعم صحيح إسـمي " هـدى "

- الحمدلله علـى سلامتك

- اللـه يسلمك حضرة الـضابط

- جئت لأتـحدث معـك قليلا بـشأن الـحادثة

- ألا يـمكننا تأجيلهـا فـأنا مرهقة حضرة الـضابط

- لـن أخذ الـكثير من وقـتك

- حسـنا تفضل

- لـقد شـاهدت الـفيديو الـمصور للـحادثة من كـاميرا مراقبة الـغرفة لـشقة الـزوجين

- و ...... ؟

دقـات قـلب " هـدى " تسارعت وملامح الخـوف إعتلت وجههـا, تـحدث الـشرطي

- لـماذا إرتبـكتي ؟ بالـتأكيد نسيتي ماحدث بسـبب النزيف, الـفيديو مـوجود بهـاتفي خذي تفـرجي و أنظري لأفعـالك الـعجيبة

(( دخـلت " هـدى " الـغرفة حيث يضرب الـزوج " سلـيمان " زوجته, تـحدثت معه ثـم وجه سلاحه نـحوها, أطلـق رصـاصة أولى في الـجدار, أطلق الثـانية في رجـل " هـدى " كـل هذه الأحـداث تابعـناها بأنفـسنا, لـكن ما حدث بعد إصـابة " هـدى " لـم يـكن لنا علم بـه, وقـفت " هـدى " تعرج راكضة نـحو " سـليمان " سـددت لكـمات لـه, قـامت بـخنقه, أمسـكت رأسـه وصدمته بالـجدار لتتساقط الدمـاء منـه, حـملته أخيرا ورمـته على الأرض, بـعدها سـقطت هي كذلك علـى الأرض تتألم ))

صـدمت " هـدى " فـهي متـأكدة أنها لـم تتحرك في تـلك اللـحظة, شرد تفكـيرها تـحدث الـضابط...

- أنسـة " هـدى " أأنت معي ؟

- أسفة شردت قليلا

- لاعليك يا جـاكي شـان ههههـ

- هههههـ, أأنـا بمـشكلة حضرة الـضابط ؟

- لا فـما قمت بـه هو دفـاع عن الـنفس ودافعت عن الـزوجة التـي كاد أن يقتـلها ذلك المـجنون, علـى أي حـال كـنت أحـاول أن أسـاعدك في الـقضية وأخذ حقـك لكـن تبين أن " سـليمان " الـزوج مريض نفـسي لذلك سيتم إحالته لمستشفـى الأمراض النـفسية عوضـا عن الـسجن

- لا عليـك فما شاهدته في الـفيديو كـافي كـعقاب

- معـك حق هههههـ, أستـأذنك يا آنستي الآن, إرتـاحي قليلا

خـرج الـضابط من الـغرفة وضـحكت " هـدى " قائلة...

- كـل يـوم مفاجأة جـديدة يا " نـجيب "

____________________ #حلقة_الخامسة
<><>

مـرت الأيـام وتـعافت " هـدى " بالـطبع تـحتاج لعـكاز لـمساعدتها علـى الـمشي لـكن في الـمجمل صـحتها بـخير, أأه نسـيت أن أبـلغكم أن إبـنة عـم " هـدى " قـد أتـت من غـرب الـبلاد بـعد أن عـلمت أن " هـدى " بالـمستشفى ولا أحد يـعتني بهـا, إسـمها " صفـاء ", عـاشت " هـدى " و " صفـاء " تـحت سقف واحـد في طفـولتهـما وكـانتا رفيقتيـن غـير أن سـفر أهـل " صفـاء " الاضطراري لـغرب الـبلاد بعـد حصـولهم على عـمل هـناك أضعـف رابـط الـقرابة والصداقـة بينـهما...

مـوعد خـروج " هـدى " تـحدثت " صـفاء "...

- حبيـبتي أحمد الله على سلامتـك, هيـا لنـعد لشـقتك

- حـتى الآن لا أصدق ما أراه, " صفـاء " أنت هـنا

- لقـد مر وقــت طـويل, أقسـم أن الـخوف تـغلغل في عـروقي حيـن سـمعت أنك في الـمستشفى, أعرف أنه مر عشـر أعـوام منذ أخر لقـاء بيـننا لكـن هذا لا يعـني أن مـكانك من قـلبي تـحرك

- إقـتربي يـا " صفـاء " إقتـربي

إحتـضنت " هـدى " " صفـاء ", ثـم وقـفت لتـعود إلـى شـقتها رفـقة إبـنة عـمها..

بـعد دخـولهـما للـشقة, تـحدثت " صـفاء "..

- من الآن وصـاعدا لـن تلـمسي شيء حـتى تتـعافى رجـلك كلـيا

- لـكن أنا بـخير يا " صـفاء " أنا فـقط أريدك معـي ولو قليلا ويـمكننا تقـاسم مـهام الـشقـة

- مـستـحيل من الـيوم وحـتى تتعافي لـن تـقومي بأي عـمل

- ولـ ....

- الـنقاش إنتـهى يا فـتاة

- لا تمـلي علي الأوامـر يا أمي ههههـ

- رحم الله أمك كم كـانت طـيبة

- نـعم لـن أجد قـلبا أرحـم وأطيـب من قـلبها.
.
- ماذا الآن نـحن لا نريد الـحزن هـنا, سأذهب لإحضـار بعض لـوازم عشـاء حفـل المبيت

- لا يـوجد داعي لذلك, كـل شيء تحـتاجينه مـوجود بالـمطبخ

- رائع وفـرتي علي عـناء الذهـاب وهـدر الـمال ههههـ

قـامت " صـفاء " بـجولة سـريعة في الـمنزل لـترتيبه بيـنما تركـت " هـدى " جـالسة أمـام التـلفاز, إنتـبهت " صـفاء " لـحقيبة " هـدى " الـتي عادت بـها من الـمستشفى فـحملتها لـنقلها للـغرفة, رددت بـعد حـمل الـحقيبة...

- " هـدى " مـاذا يـوجد بـحقيبتك ؟

- فـقط بـعض الـملابس

- أأنـت متأكدة, لأنه ثـقيلة قـليلا

- كمـا عهـدتك يا " صـفاء " دومـا تشتـكين ههههـ

- لا يـا غبيـة أنـا متأكدة حقيـبتك يـوجد بـها غـير الـملابس

- إفتـحيها وانظري بـنفسك حتى تتأكدي أن ملابسـي فـقط بداخلهـا

فـتحت " صـفاء " الـحقيبة وأدخـلت يدهـا لتـخرج مـا بالـحقيبة, صـدقت " صـفاء " لـيست الملابس فقـط ما بهـا بـل داخـلها غرض أخـر, تـحدثت " صـفاء " بـعد أن أخرجت ما بداخل الحقيبة...

- أرايتي !

- مـن أيـن أتـى هذا الـصندوق ؟

- أليـس لك ؟

- بتـاتا لـيس لي

- لـربما لأحـد أصدقـائك الذين زاروك بالـمستشفى

- أنـا لم يـزرني غـيرك يـا " صفـاء "

نـظرت " صـفاء " إلـى الـصندوق بيـن يديها, قرأت الإسـم

- (( عـالم الـمرايا – الـبوابة بيـن يديك)), يـبدو أنـها لـعبة رائــع سـنتسلـى بـها بعـد العـشاء

- لا أظنـها فـكرة سـديدة

- لمـاذا ؟

- نـحن لا نعـرف مصـدر الصـندوق

- وإن يـكن بالـتأكيد هـي من معـجب سـري يـريدك أن تتسـلي

بـعد أن قـالت " صـفاء " ( مـعجب سـري ) مبـاشرة خـطر ببـال " هـدى " " نـجيب " صـرخت " هـدى " في فـزع...

- إرمــــيها من يـديك !

- بـسم الله, لـماذا كـل هذا الـصراخ يا " هـدى " ؟

- أأأأ دون قـصد يا " صـفاء " هـذه وقـاحة مني, حقـا آسفـة

- لا داعي للأسف لـكن مـا سبب صراخك ؟

- نـحن مسـلمون يا " صـفاء " وهـذه الـخزعبلات محـرم عليـنا الإقتـراب منـها

- إنـها مجرد لـعبة

- حتى ولو, أرجوك يا " صـفاء " من أجـلي ضعـيها جـانبا

أقـنعت " هـدى " " صـفاء " بـحجة تـحريم الـدين الإسـلامي لألـعاب الـسحر وسـببهـا الـحقيقـي الـخوف مـن أن يـأذي " نـجيب " " صـفاء "...

تـعشت الـفتيـات وشـاهدن بعـض الأفـلام, تـحدثت " هـدى " والـوقت حـوالي الـثانية فـجرا...

- أرى خرفـان أحـلامي تـقفز أمـامي

- ستـذهبين للنوم ؟

- نـعم وأنت ؟

- لالا دعـيني أنـهي هـذا الـفيلم ثـم سـأخلد إلـى الـنوم

- كمـا تشائين

- هيـا دعيني أوصـلك لـسريرك

- ههههههههـ تـوقفي يـا أمي يمـكنني الـذهاب لوحـدي

- يـليق بـي لقـب الأم صحـيح هههههـ

- نـعم هـاهاهـا

دخـلت " هـدى " غـرفتها لـتنام, مـا إن وضـعت رأسهـا على الـوسادة حـتى بـدأت في الـحديث مع نـفسـها

- غـريب لـماذا لـم تـذهب " صـفاء " للـنوم ؟ رغـم أنهـا ظلت تغـفو أثـناء مشـاهدة الفـيلم بـل حتى فـوتت الـعديد من أجزاء الـفيلم بسـبب نومـها, تـريد تـكملة فيـلم لـم تشـاهد معـظم مشـاهده ؟

شـعرت " هـدى " بـأقـدام قـادمة إلـى غـرفتـها, أغـلقـت أعيـنها حـيث دخـلت " صـفاء " إلـى الـغرفة, تحـدثت...

- " هـدى " هـل أنت مسـتيقظة ؟

لـم تـرد " هـدى " عـن عـمد, أرادت أن تـعرف مـا الذي يجـوب بـعقل " صـفاء ", خـرجت " صفـاء " من الـغرفة, بعـد مـرور عـشرين دقيقة سـمعت " هـدى " " صـفاء " تتـحدث لـكن الـصوت لم يـكن واضـحا, تـحركت من سـريرهـا بـخطوات هادئة, إقـتربت " هـدى " من غـرفة الـمعيشة والـصوت بـدأ في الـوضوح شيء فـشيء

- نعـم أنا أراك, أنـا أراك

تـعجبت " هـدى " ورددت بـهدوء..

- في مـن تنـادي " صـفاء "

إندفـعت " هـدى " نـحو غـرفة الـمعيشة لتفـاجئ " صـفاء " لـكن المـفاجأة كـانت من نصـيب " هـدى " حيـث رأت الـعديد من الـمرايا معـلقة على جدران الـغرفة, ظـهر " صـفاء " هـو ما يـقابل " هـدى " تحـدثت " هـدى "

- " صـفاء " ماذا تفعـلين ؟؟؟

إلـتفتـت " صـفاء فـكانت ملامحـها شديدة الـتجعد وأعيـنها سـوداء قـاتمة...

- إنـه هـنا يا " هـدى "

- مـن هـو ؟

- هـو لا يـحب كثـرة الأسئلة

لـكمة " هـدى " الجـدار إلـى جـانبها صـارخة...

- " نـجيب " إيـاك أن تؤذيهـا !!

إنتـفض جسـد " هـدى " لـيتحدث " نـجيب "...

- أمـر رهـيب يـحصل هـنا يا حبيبتي وأنـا لا عـلاقة لـي بالأمر, شـخص مـا أرسـل هذا الـسحر إليـك

إنتـفض جـسد " هـدى " مـجددا لـيخـتفي " نجـيب ", تـرتعب ممـا سـمعت, الـفاعل لـيس " نـجيب "

- إن لـم يكـن " نجـيب الـفاعل " ؟؟ فـمن هـو ؟

الإجـابة وصـلت, فـتح بـاب الـمنزل بـقوة وأمـامه واقفـة الـمدام " فـرح " تحـدثت

- الـفاعل هـي وليس هو

- أنـت يا مـدام " فـرح " ؟

- نـعم أنـا

- مـا الذي يـدفعك لـهذا الـعـمل و أنـا أنقـذتك من زوجـك الذي كـاد أن يـقتلك

- أنـت يـا خبـيثة لـم تساعديني بـل تسـببت في وضـع زوجـي بمسـتشفى الأمراض الـنفسية وحيـن ذهـبت لأخرجـه أخـبروني أنه سيـبقى عـندهم لـمدة طـويلة لأن حـالته مستعصية, زوجـي لـم يضـربني من فـراغ أنا كـنت أجري تجـارب سـحر عـليه يا حـمقاء !

- أنـت سـاحرة ؟

- مثـلك تـماما, نـعم سـاحرة

- أنـا لسـت بـساحرة فـهمتي !, ثـم كـيف أدخـلتي صـندوق " عـالم الـمرايا " إلـى حقيبتـي ؟

- تـنكرت بـزيي عـاملة نظـافة ووضـعت الـصندوق بحـقيبتك

- وماذا يـحدث لـ " صـفاء " الآن ؟

- لا تقـلقي هـي لـن تـموت, " صـفاء " أنقذتك

- أنقـذتني ؟ إحـكي بلغة مفـهومة !!

- " صـفاء " إسـتعملت الـمرايا لـعملية مبـادلة أرواح داخـل المرايا

- أتقصـدين أن مـن بـجسد " صـفاء " ...

- نـعم جـني, وإذا كـسرت إحـدى تـلك الـمرايا ودعـي " صـفاء " للأبـد

- لااااااااااااااااااااااااا, فـاسدة لعـينة حـقيرة شيطانه

- إشـربي من الـكأس الذي أذقتني مـنه بسـبب الـسحر حرمتـيني من زوجـي, وبسبب الـسحر سأحرمـك من صديقتك

خـرجت الـمدام " فـرح " تـاركة " هـدى " وحـدها في الـموقف الـمرعب, تـبكي مرعـوبة ولا تعـلم ما الـعمل, وقـفت " صـفاء " أقصـد الـجني ملامـح جـمالها إختـفت, مـلامح شيطانية عـلى جـسد الإنسية واقـفا يـنظر إلـى " هـدى "، ظل واقفا كالصنم..

رمشت " هدى " لتجد الشيطان بنفس الوضع لكن متقدما بضع خطوات، كلما رمشت أعينها تجده بنفس الوضع لكن أقرب، يكاد يصل إليها تراجعت لتصطدم بالجدار، خافت أن تطرف أعينها قاومت لكن في النهاية فشلت، أغمضت أعينها لم تفتحهم خشيت رؤيته..

وفي لحظة إنتـفض جـسدها تـحدث " نـجيب "...

- الـحل بيـدي يا " هـدى " ؟

____________________ #حلقة_السادسة
<><>

إنتـفض جـسد " هـدى " تـحدث " نـجيب..

- الـحل بيـدي يا " هـدى " ؟

- و مـاهو ؟

- سـأخبرك, لـكن الآن إسـمحي لـي أن أتـحكم بـجسدك وأتفـادى ضربـات الـجني المـسيطر على جـسد " صـفاء " فـعلـى ما يبدو أنت تخـافين الـحراك

تـحكم " نـجيب " بـجسد " هـدى " لـيتفـادى الـجني ويتـحرك مبتـعدا عـنه, تـحدث..

- إسـمعيني يـا " هـدى "

- كـلي أذان صاغـية

- سأقـول لك ما الـخطة وعـليك تـنفيذها حـرفيـا

- حسـنا

- لـدي الـقدرة عـلى نقـلك مؤقـتا إلـى ممـلكة الـمرايا

- ممـلكة الـمرايا ؟

- نـعم هذه الـمملكة يـعيش بـها الـفئة الأضعـف من الـجان, لا يسـتطيعون الـخروج إلـى عـالم الإنـس إلا بـطقوس خـاصة عـلى عـكسنا

- تـقصد طـقوس مثـل الـتي حـصلت مع " صـفاء " ؟

- بالـضبط, لـو ركـزتِ علـى أرضية غـرفة الـمعيشة لـرأيتِ نـجمة سـداسية كـبيرة مرسومة عـلى الأرض, هـذه الـنجمة عـند ترديد جـملة خـاصة وذكـر إسـمك و إسـم أحـد جان ممـلكة الـمرايا تتـم عـملية إستبـدال بيـنك وبيـنه, لـذلك بـعد أن أنـقلك إبـحثي عـن " صـفاء " ودعـيها تـردد الـجملة الـتي إستـخدمتها في الإستـبدال لـتعود إلـى الأرض

- أعـتقد أن هذا سـهل

- جـيد بـما أنني أخبـرتك بالـجزء الـسهل سـننتقل الآن إلـى الـجزء الـصعب

- نـعم لـيس من الـمعقول أن تـكون هـناك مـهمة سـهلة بالـكامل الجـزء الـصعب لابد منه !!

- هههههـ أسـف حبيـبتي

- ألـيس غـريبا كـنت أخشـى أن يقـول لـي إنسـي كـلمة " حبـيبتي " والآن أتقـبلها من جـني هههههـ

- لـنركز بالـموضوع, ممـلكة الـمرايا بـها الـعديد من الإنس الذيـن نقـلوا أثـناء عـمليات الإستبـدال هـم موجودن في سـجون الـمملكة وعـلى الأغـلب أن " صـفاء " كذلك في تلك الـسجون, عـليك تـحريرها دون أن يـنتبهوا لـك وإلا سـجنتِ أنت أيـضا, ولأزيد الأمر صـعوبة.....

- نـعم نـعم أكـمل ماذا أسـأواجه تـنـانين و هيـاكل عظـمية ؟

- هههههـ أريد أن أتـأكد من نـجاح المـهمة يا " هـدى " لذلك أنا أخـبرك بـكل الـتفاصيل, يجـب أن تـجدي " صـفاء " قـبل أن يصـبح لـون سمـاء الـمملكة أحـمر

- أحـمر ؟؟؟ أوضـح لي

- لسـماء الـمملكة ثـلاثة ألـوان أزرق أصـفر أحـمر, أزرق يـساوي سـاعة تقـريبا بـتوقيت الأرض والأصـفر نصـف سـاعة, أمـا الأحـمر يـساوي إثنـان وعشـرين سـاعة ونصـف , و حيـن يـحل الـلون الأحمر سترجعين للأرض وتـغلق بـوابات الـنقل لـتنتظري 22 سـاعة حـتى تفتـح البـوابات من جديد وهـناك إحتمـال أنـه أن " صـفاء " قد تـقتل قـبل أن تفـتح الـبوابـات من جـديد لأنه في اليوم الواحد يقتلون حوالي ثلاثة من الإنس بالمملكة

- اللـه يبـشرك, إذا أولا تـنقلني لـمملكة الـمرايا ثـانيا أتسـلل بـاحثة عـن " صـفاء " وأخـيرا أجـعلها تردد تـلك الجـملة الـسحـرية لـتعود

- تـماما ولا تشـغلي بـالك من جـان ممـلكة المرايا كثـيرا فقـواهـم مـحدودة جـدا حـتى إننـا في عـالم الـجان نـلقبهم بالـ " بـشر " ههههههـ

- ههههههههههـ, إنتـظر لـحظة هذه إهـانة لـي

- جـهزي نفـسك لـعملية الـنقل, بـعد نقـلك سـأمسك الـجني المـتحكم بـجسد " صـفاء " وأقيده عـند الـنجمة الـسداسية حـتى تـتم عـملية الـإستبدال

- ثـانية واحدة وماذا لـو كـانت الـسماء حـمراء الأن

- لـو حـمراء لـن أستـطيع نقـلك ثـم لاتقـلقي أستطيع الـرؤية من الـمرايا والـسماء زرقـاء لا أعلـم كم تبـقى حتـى تصـبح صـفراء لـكن ما أنا متأكد منـه أنها زرقاء الآن

- هــــــــ بـسم الله, أنـقلني الآن

- مـوفقة حـبيبتي, أأأأه نسـيت نقـطة مـهمة

- و مـا هـي ؟

- في عـالم الـجان لـن تشـعري بألم رجـلك لأن من ستـكون متـواجدة هـناك هـي روحك

يـتحدث " نـجيب " مـع " هـدى " بـينما يسـتخدم جسـدها لتـجنب الـجني الـمتلبس لـجسد " صـفاء ", إقـترب " نـجيب " مـن إحـدى الـمرايا وضـع يـده عليـها وقـال...

- إلـى الـلقاء الـقريب يـا " زوجـتي "

فـي ثـواني مـعدودة, وجـدت " هـدى " نفـسها بـبعد ممـلكة المـرايا, الـسماء زرقـاء نـقية تـماما كـسماء الأرض, نـسيت أن تسـأل " نـجيب " عـن أشـكال الـجان في عـالمـهم, رأت عـدد من الـنـاس أو مـن يتجسدون على شـكل بـشر يتـمشون, سألت نفـسها...

- أيـعقل أن يـكون هـؤلاء مـن الـبشر المـحتجزين في ممـلكة الـمرايا ؟ أأذهب إليـهم ؟ لالالا لربـما هـم جـان على هيئة إنـس

مـنازل عـديدة مـصنوعة من الـطين, المـملكة كـأنها قـرية من قـرى الـعرب فـي الـعصور الـقديمة, كـل من رأتـهم أعـين " هـدى " ذكـور لا أطفـال ولا نسـاء...

- أيـن أجـد سـجون الـمملكة يـا ترى ؟ أيـن أنت يـا " صـفاء " ؟

بيـنما هـي مختبئـة يشـب قـتال عنـيف في أرجـاء الممـلكة بيـن المقـاتلين, بالأيادي والـسيوف, لـم تعـرف " هـدى " الـسبب لـكنها عـلمت أنها فـرصتها للتـقدم نـحو قـلب الـمملكة...

قـلعة شديدة الإرتـفاع..

- من الـحراسة عـلى الـقلعة, أنـا متـأكدة أن الـسجن داخلـها

تـفرك " هـدى " رأسـها حـتى تجـد حلا لـدخـول الـقلعة,تغـير لـون الـسماء للأصفـر ممـا زاد من تـوتر " هـدى " لا وقت لديـها...

تـمر من الـطريق جـانبها عـربة يجـرها مجمـوعة من الـجنود بـها أكيـاس عـلى ما يبـدو أنـه طـعام, حبـست " هـدى " أنفـسها وبـخفة تمـسكت بالـعربة لـتقفـز بيـن الأكيـاس, شـعر الـجان بـالقـفزة لـكنهم لـم يلـحظوا شيء فـظنوا أنـها مجرد توهمـات, تـحدثت " هـدى " في نفـسها

- بالإضـافة إلـى أنـهم أضعـف الـجان يـجب إضـافة أنـهم الأغبـى ههههـ

دخـلت الـقلعة وأخـيرا,تـذكرت " هـدى " أنـها هي أيـضا غـبية فـعند إفـراغ الـعربة سيـكشف أمرهـا, يـردد أحد الـجنود الذيـن يجرون الـعربة

- لـنضـع الـعربة في غـرفة المؤن ونـعد, لا قـوة لـي في إفـراغها

- معـك حق

وضعـوا الـعربة بـغرفة المؤن أغلـقوا الـباب خـارجين, من بـين الأكيـاس قـفزت " هـدى "

- الـحظ يـبتسم لـي الـيوم

بـهدوء فـتحت بـاب غـرفة الـمؤن لتـراقـب الممـر, مـا إن فتـحت الـباب حتـى إلـتقطت أذنيها أصـوات صـراخ نسـاء أطفـال رجـال, صـراخ مـدوي, تعـذيب شـديد...

- الـسجن هـنا

قـالت " هـدى ", ثـم أكـملت..

- هـذا يـعني أن " صـفاء " هـنا, ياإلـهي ماذا أفعـل الآن ؟

الـممر عـند غـرفة الـمؤن خـالي من الـحراسة وعـلى جدران الـممر معـلقة ألـواح مشتعلة للإنارة, خـطرت ببـال " هـدى " فـكرة, حـملت الـمشعل ورمــته داخل غـرفة المؤن ليـرتفع لـهيب النـار في الـغرفة, إختبـئت أسـفل درج الـممر في إنتـظار قـدوم الـجنود لإطفـاء النـار, فعـلا عـدد كـبير أتوا لإطفـاء النـار وصـراخ الـناس تـوقف مما يدل عـلى أن حـتى من يـقومون بتـعذيبـهم قـدموا لإطفـاء الـنار...

كالـسحلية تحركـت " هـدى " أعـلى الدرج, إستـطاعت الـوصول ورؤيـة " صفـأء ", فـرح كـل الـسجناء لـرؤيتها, " صـفاء " إبـتسمت

- " هـدى " أنت هنا

- لا وقـت للـحديث يـا " صـفاء " لـنخرجكم الآن

قـامت بـحمل مفـاتيح الـزنزانات وأخرجـت الـجميع, رددت

- الآن لـنجد طـريقا أمن للـهروب

بـعد إنهـائها للـجملة خـلفها وجـدت حشـدا من الـجنود واقـفين...

- تـحاولون الـهروب ؟؟

لـقد كشـفوا, صـدمت " هـدى " إلتـفتت إلـى " صـفاء "

- " صـفاء " لا وقـت لـدينا, أتـذكرين الـجملة الـتي رددتيها في عـملية الـنقل حيـن إستـعملتِ طقـوس الإستبـدال ؟

- نـعم

- ردديـها الآن !!!!!!!!

( الـنقل بـين الـبعد والـبعد يـحتاج لـصـورة و إنعـكاس لـتكـن أنت صـورتي وأنا إنعـكاسك لـتنتقل " صـفاء " وليـأتي " زهـبر " )

بـعد أن أنهـت " صـفاء " الـجملة, إنتـفض جسـدها في شـقة " هـدى ", عـادت " صـفاء " فـك " نـجيب " وثـاقها وتـحدث...

رائـع لقـد عدتـي, أتـمنى أن " هـدى " بـخير سأنتظر حـتى تتـغير الـسماء إلـى لـون أحمر لـتعود, أهـي بخـير ؟

- إبـتعدي يا مجنونة وإنسـي أن لـك إبنة عـم

حـملت " صـفاء " نفـسها وخـرجت من الـشقة بيـنما جـلس " نـجيب " المـتحكم في جـسد " هـدى " في حـيرة ....

- مـا الذي يـجري مـعك يا " هـدى " الآن ؟ يا ليـتني أسـتطيع الدخـول والـبحث عنك يا زوجتي لـكن تركي لـجسدك الآن يـعني أن جسـدك لن يـكون صـالحا مـجددا مـادام لا روح فيـه

ما إن إختـفت " صـفاء " من عالم الـجن حـتى وقـف رجـل بملامح متـجعدة ونظـارات غـاضبة إلـى جـانب " هـدى " قـائلا...

- أنت الـسبب وستـدفعين الـثمن !

____________________ #حلقة_السابع
<><>

ما إن إختـفت " صـفاء " من عالم الـجن حـتى وقـف رجـل بملامح متـجعدة ونظـارات غـاضبة إلـى جـانب " هـدى " قـائلا...

- أنت الـسبب وستـدفعين الـثمن !

إرتـعبت " هـدى " وأصـابها التـوتر, إجـتازتهم لتـركض في الـممرات وتصـعد إلـى الـطوابق العـلوية دون وجـهة محددة, طـريق مسـدود كـل ما أمـامها نافذة عـملاقة..

- لـن تستـطيعي الفـرار الأن

وقـفت " هـدى " صـفت ذهـنها لـتحدد الـقرار الـصحيح, الـنافذة خـلفها إلتفتـت نـحوها ثـم أعـادت بنـاظرها نـحو الـجان مـبتسمة, رددت..

- يؤسـفني أن أخيب ظنـك ولـكنني إستـطعت

قـفزت " هـدى " في لـقطة مـتهورة من النـافذة عـلى إرتفـاع شـامخ, لـم يكن لديهـا خيـار ثـاني, تسـقط بـقوة يـكاد جـسدها أن يلامـس الأرض يـكاد جسـدها يـهرس و يتمزق لأشلاء, بيـن أعـين " هـدى " الـموت تراه, الـسماء حـمراء, تـغيرت الـسماء لللون الأحمر لتـختفي " هـدى " من ممـلكة المـرايا وتعـود إلـى عـالم الإنـس, تـحدث " نـجيب "...

- حـبيبتي لقـد عدتي

- أيـن " صـفاء " ؟؟؟

- إلـتقطي أنفـاسك ولا تقـلقي

- أيــن هي ؟؟؟

- لـقد ذهـبت

- ذهـبت ؟ إلـى أيـن ؟

- عــادت لـمنزلها

- هـربت ؟ بسـبب مـا حدث صـحيح ؟

- أرجـوك لا تحـزني يـا عزيـزتي

- و لـماذا أحزن ؟ هـذا واقـعي فـلا أحـد يســتطيع تـحمل فتـاة تـعيش حيـاتهـا رفـقة الـجان

- لـكنني ظنـنت أنـك تـحبين أن يـبقى الـبشر بـعيدين عـنك

- هـناك فـرق بيـن أن تـكون بـعيدا عن الـبشر و أن يـفر منـك الـبشر, فالأولـى لا تستـمر للأبـد أمـا الـثانية فقـد تـدمر حيـاتك لأن الـناس سيخشون الإقتراب منك

- أتـريدينني أن أخـتفي من حيـاتك ؟

- مـاذا ؟

- سمـعتني يا " هـدى ", أتـريدينـني أن أخـتفي من حيـاتك بشـكل نهـائي ؟

- ......

- أظـن أن سـكوتك إشـارة إلـى " نعـم " ؟

- نـعم يـا " نـجيب " لا أستـطيع إحتـمال الـمزيد, أسـفة لـكن أكـاد أنـهار بسـببك

- لـك مـا تريدين, نـعم حـلمي في الـحياة الإنسية سيضيـع هـكذا لـكن دمـار حيـاتي أهـون مـن أن أكون سبب في دمـار حيـاة من أحب

- نـجيب لا تفـهمني خطـأ, كـل مـا حصـل أثـر علي بـشكل سيئ

- ......

- أنت شـخص جـيد لـكن أنـت جـني كـما تعـلم

- ......

- لـماذا لا ترد ؟

ظـلت " هـدى " تتـحدث و تتحـدث لوحـدها حـتى أدركت بعـد مرور سـاعة أن " نـجيب " إختـفى, صـرخت بإسـم " نجـيب " لـكن دون أي رد, لـم تـعرف تـفرح أم تـحزن, تـحدثت...

- أستـعود حيـاتي إلـى طبيعتها الآن ؟

قـامت " هـدى " بـجمع المـرايا وأوراق الـشعوذة لـترميها في الـقمامة, بـعد أن أنهـت مهام المـنزل الـسريعة وضعـت رأسهـا علـى الـوسادة ورددت..

- أرجـوك يا عقـلي أحتـاج قـسط من الـراحة, أرجوك لا تعـمل الآن !

نبـاح كـلاب شـديد, نبـاح مرتفـع وكأنهـا بشـجار, إزعـاج شـديد لـم تستـطع " هـدى " الـنوم بسـبب الـضوضاء..

- الأسـاطير تـقول أن الـكلاب لـها علاقـة بالـجان أيـعقل أن يـكون هـذا الـنباح صـادر من جان ؟ ههههههـ لالا أعـوذ بالله من الجـان والشياطين

قـفزت " هـدى " مـن مكـانها في رعـب بـعد أن قـالت (( أعـوذ بالله من الجـان والشياطين )) لأن أصـوات النبـاح إختـفت في ثـانية, تحـركت نـحو شبابيك منـزلها لتلقي نـظرة علـى الحـي, لا أُثـر لأي كـلب !

- أحتـاج لـشيء يخـرجني مـن هذه الـزوبعة وينسيني الأمـور الـجنونية, أحتـاج للإختلاط بالـبشر و أعـرف تـحديدا كيـف لـكن علي الإنتظار حتى يلتئم الكسر وتتعافى رجلي

بعد أيام تعافت " هدى "...صـباحا إغتـسلت, أعـدت إفـطارها و إتـجهت لـشركة الـرحالة للـسفر والسـياحة, دخـلت الـمكتب...

- صـباح الخـير

- صـباح الـنور, تفـضلي

- رأيـت إعـلانا لـكم في الـمدة الـماضية أنـكم تقـومون برحـلات مبيـت للـعائلات في غـابات شـرق الـبلاد و صـحراء الـجنوب صحيح ؟

- معـك حق ولا زلـنا نقـوم بذلك

- هـل هـنالك رحـلة الـيوم ؟

- نـعم هـناك واحدة لـمدة ثلاثة أيـام سـتنطلق بـعد سـاعتين تـحديدا

- أيـوجد مـكان فـارغ ؟

- لـكم شخـص ؟

- أنـا فقـط

- جـيد إذا جـهزي حقـائبك وتعـالي

- حقـائبي جاهزة فـقط سأعـود لأركن سيـارتي في الحـي الذي أقطـن بـه ثـم سأأتي إليـكم بالـتاكسي

- تمـام

دفـعت " هـدى " الرسـوم, ركـنت الـسيارة بالـحي أخـذت حقيبتها وخـرجت...

صـعدت " هـدى " حـافلة الـرحلة, عدد الـعائلات الـذاهبة في الـرحلة ثلاثة, إمرأة وأبنـائها الأربعة, زوجـان لا أبنـاء لـهما, عـائلة متـكونة من أب وأم و فتـاة وولد مقـعد ...

في الـرحلة يرافقـهم شاب من الـشركة كمنسـق للرحلة يقـود سيـارته رباعية الدفـع, الـوجهـة أثـار " شـحات " شـرق ليبـيا حيـث سينصـبون الخيـام بيـن الـغابات ويـنطلقوا في رحـلتهم بيـن الأثـار و جـمال الـطبيعة..

وصـلوا لـ " شـحات " عـصرا أو في أواخـر العـصر, عصـفورا الـحب الزوجيـن إنـطلقا لوحـدهـما في الغـابات لكـن الـشاب المسئول عـن الرحلـة صـرخ محـذرا

- الـشمس تـكاد تغـيب, لا تتأخرا

الأطفـال بدؤوا بالـصراخ يـريدون الـذهاب للآثار, أٌقـنعت أم الأطفـال مسئول الـرحلة بالـذهاب للآثـار, ذهبـوا جـميعا نـحو الآثار بإستثـناء سـائق الـحافلة الذي بقي عنـد السـيارات للـحماية من الـسرقة..

" هـدى " قـسمت الـعائلات الثـلاثة بالـشكل التالي, عصـفورا الـحب للزوجين الذان لا أبنـاء لهـما, الـمزعجـون الأم وأبنـائها, الـعائلة اللـطيفة هي العـائلة الرباعية..

" هـدى " طـوال الـوقت تتـحدث مع أبنـاء الـعائلة اللطـيفة بـل إنهـا كـونت علاقة جيـدة مع إبنـهم المـقعد " هـاني ", أكـملت كـل الـطريق ممسـكة الـكرسي الـمتحرك لـتسهل على " هـاني " الـوصول للأثـار...

جمـال الـمشهد, أثـار يونـانية و مسـرح رومـاني كـبير, مـعابد ضخـمة أشجـار كـبيرة ونقـاء لا مصـانع ولا ضوضـاء المـدن, الـطيور تبـني أعشـاشها بـكثرة في هذا المـكان, الأرانـب تخرج من جـحورها مسـتقبلة الـزوار..

الـرحالون يدورون في الـمكان مذهولين بجـمال المـنظر, تـحدثت أم الـعائلة الـمزعجة...

- الـشمس بـدأت في الـغروب, لـنصعد إلـى الأعلـى لرؤية الـمسرح الـروماني

أجـاب منسق الـرحلة..

- نعـم, معـك حق

صـرخ أبنـاء الـسيدة فرحين وكذلك إبنـة العـائلة اللطيفة لـكن نسوا أن " هـاني " لـن يستطيع الـصعود للـمسرح, أحسـت الـسيدة بالذنب فقـالت..

- أتعـلمون لـنعد الآن وسنرى الـمسرح مرة أخـرى فـهو لـن يهرب

خـرجت " هـدى " من صـمتها...

- لا إذهـبوا وإستـمتعوا, دعـوني أنا و " هـاني " نـحصل على بعض الـخصوصية قليلا هههههـ أليس كذلك يـافتى ؟

بملامحه الـبريئة الـطفولية أجاب...

- نـعم

صـعد الـجميع نـحو الـمسرح بيـنما إتـجهت " هـدى " نحـو المـعابد, معـبد كـبير متهالك, تـحدثت " هـدى "

- بالتـأكيد هذا معبد " زيوس "

- مـن هو " زيوس " يا أستاذة " هـدى " ؟

- أولا كف عن مناداتي بإستاذة, ثـانيا " زيوس " عـند الإغريق كـان يعرف بأنه أب الألهة والعياذ بالله

تحـاول " هـدى " قراءة الكـلمات علـى جدران الـمعبد, شـردت بالـرسومات والكـلمات ونسـيت " هـاني " تماما...

- " هـاني " أيـن أنت ؟

بـإنصـدام تساءلت " هـدى ", لـقد إختـفى دون أن تشـعر, من أحد أبـواب غـرف الـمعبد سـمعت أصـوات عجلات كـرسيه, فأخرجت الـنفس الذي حبسته قـائلة

- لـقد أخـفتني يا ولد

وفـعلا كـان من اللازم أن تخـاف لأن الـكرسي الذي خـرج مـن الـغرفة لا أحد جـالس عليه, دخـلت للـغرفة راكضة لعـلها تجده ولكـن عـبس لا أثـر..

- ياإلـهي هذه مصـيبة مصيبة كـبيرة جدا !

صـراخ من خارج المـعبد, عـائلة " هـاني " وبـاقي المرافقين يبـحثون عـنهم, لـم تعرف " هـدى " ماهو القرار الصحـيح ؟ إلتـقطت أنفـساها وخـرجت لـتخبرهم حـتى يسـاعدوها في عـملية الـبحث فالـظلام علـى وشـك الـقدوم

خرجـت وقـبل أن تنطـق بـحرف تتلقى توبيخة من أم " هـاني "

- عـيب عليك ! تـركت إبنـي معـك و ...

- حقـا حقـا أســفة سـأجده لا تـقلقي !

- لا داعي لـقد وجدناه

من بيـنهم كـان " هـاني " جالسا علـى كرسيه المتـحرك, عـلمت " هـدى " أن هـناك أمر جـديد ومريب سيحـصل, تـحدثت الأم المـزعجة...

- هيـا بنـا الظلام قد حـل, لـنعد إلـى موقعـنا وننصـب الـخيم

جعـلتهم " هـدى " يسـيرون قليلا ثـم عادت للـمعبد ولكـن لم تتجاوز الـباب فالـمبعد بعـد غياب الـشمس نهائيا أصبح جدا مخيف وضعيف الرؤية, إنـعكاس بيـاض الـكرسي الـمتحرك من الـداخل لـمحته, رجـعت متسـائلة...

- إن كـان كرسـي " هـاني " لايزال بالـمبعد هـذا يـعني أن " هـاني " كذلك بالمـعبد وأن من معـنا ليـس " هـاني " على الإطـلاق

ما إن رجـعوا لـموقعهم حتى عـلموا أن عصـفوري الـحب لم يرجعا بعـد !!!
____________________ #حلقة_الثامنة
<><>

- إن كـان كرسـي " هـاني " لايزال بالـمبعد هـذا يـعني أن " هـاني " كذلك بالمـعبد وأن من معـنا ليـس " هـاني " على الإطـلاق

ما إن رجـعوا لـموقعهم حتى عـلموا أن عصـفوري الـحب " الزوجـين " لم يرجعا بعـد !!!

صـرخت والـدة الـأطفال الـمزعجين..

- يـجب أن نـذهب إلـى أقـرب نـقطة شـرطة ونبـلغهم !

بإرتبـاك تـحدث مـنسق الـرحلة..

- لالا, لايـوجد أي داعي سـنجدهم بأنفسـنا

- ماذا ؟ أنا أتيـت هـنا للإستـمتاع وليـس للـبحث ! فـلنذهب للـشرطة

- أرجـوك إرتـاحي هـنا و سـنذهـب نـحن للـبحث

وجـدت " هـدى " في إختفـاء الزوجين فـرصة للـتقصي والتـحقيق في سـر " هـاني " فقـاطعتهم قـائلة..

- سـيدتي الـجميلة لا داعي لإخـبار الـشرطة, بالـتأكيد الزوجان أضـاعا الطـريق فكـما تعـلمين الـغابة كبـيرة لـربما هـما في الآثـار الآن, لنـعتبرها مغامرة ونبـحث عـنهما

- أبنـائي يـشعرون بالـنعاس لـن يحـتملوا مشقـة الـبحث

بـهدوء تـحدثت الـسيدة أم العائلة اللـطيفة ...

- إذهـبوا أنتـم للـبحث واتركوا أطفال المدام معـنا هـكذا تستـطيعون إيجـاد الـزوجين بسـرعة

أخـيرا إقتـنعت المدام " نـجاح " هذا هو إسـمها, تـحدث مـنسق الـرحلة إلـى أب الـعائلة اللـطيفة...

- هـذا مسـدس تحـسبا لأي شيء, إبقـوا داخـل الحـافلة نـحن لـن نتـأخر و سنـعوضكم عـن كل مـا حصل

إنـطلقت " هـدى " رفـقة " نـجاح " ومنـسق الرحـلة " ربيـع " و سائق الـحافلة " نعيم " وسـط غـابة " شـحات "...

- أقـترح أن نبـحث في الـمنطقة الأثرية أولا, فـإحتـمال كـبير أن يكـونوا إتجـهوا إليـها

تـحدثت " هـدى " و رد " ربيـع "...

- أتفـق معك

بـوابة المـنطقة مغلـقة فهـي تغـلق ليلا خـوفا من الـسرقة, إقـتربوا مـن البـوابة كـانت شـديدة الـمتانة يستـحيل إختراقهـا أو كسـر أقـفالها, تـحدثت " نـجاح "

- رائـع والآن كـيف سـندخل ؟

أجـابت " هـدى "..

- الأمر بسـيط, هذه الـبوابة مـصممة كـي لا يستطيع لـصوص الآثـار إدخـال آلات تـنقيب الآثار وحتى لا يستطيعوا نقـل الأثـار, لـكن كإنسـان لا أحـمل شيء أستـطيع الـقفز مـنها

- أنت ولـيست أنـا, أنسيتي أننـي سمينة !!

بيـنما تتـناقش " هـدى " و " نجـاح " إقـترب سـائق الـحافلة " نعـيم " من الـبوابة, دفعـها لتفـتح !! فـتحت الـبوابة لـم تكن مقـفلة أسـاسا, تـحدث " نعيم "...

- الـبوابة لـيست مغلقة ؟

بتـعجب قـال " ربيـع "..

- غـريب نقـابة شـرطة " شـحات " أكـدت أن الـبوابة لا يـمكن إختراقهـا, أيعـقل أن يـكونوا الـيوم نسـوا إغـلاقها ؟؟

تـحدثت " نـجاح "...

- بالـتأكيد الـزوجان هـما من قـاما بإختراق الـباب

ردت " هـدى "...

- و لمـاذا كـل هذا التأكد ؟

- الشـاب يـبدو سـارقا محـترفا رأيتـه يـسرق الـقبلات من خـد حبيبته وهـي نائمة في الـحافلة

- ههههههـ عليـنا التـحلي بالـجدية يا مدام " نجاح "

- ظـلام, أصنـام و صـوت صرير الـحشرات لا أظـن أن هـناك جـدية أكثر من هذه

- معـك حق ههههههـ

دخـل الأربـعة إلـى الـمنطقة الأثـرية و كـل ما يشـغل بـال " هـدى " مـعبد " زيـوس " حـيث يتـواجد الـكرسي المـتحرك لـ " هـاني "...تـحدثت " هـدى "..

- لـدي إقتـراح

متسـائلا " ربيـع "..

- ومـا هو ؟

- لـنفترق ونـلتقي عـند هـذه الـنقطة بـعد ربـع سـاعة

- لا أحبـذ فـكرة الإفتـراق

- لـن يحـصل شيء ثـم تـذكرت أنـه معـنا صـواعق كـهربائية التـي أعطيتـنا إيـاها

- حسـنا إذا أنا وأنت و الـمدام " نـجاح " و " نـعيم "

- لالا, فـريق الـفتيات لـوحده والـرجال لـوحده

- كيـف لـنا أن نتـرك نساء لـوحدهن في مـكان مخـيف

تـنحنحت الـمدام " نـجاح "...

- لا تـقلقـوا الأنوثـة عـندي أخـذت إجـازة أبـدية

- هههههههـ, جديـا يا مـدام لا يمـكننا تركـكما

- إسـمعني يا ولد أريد التـحدث مع الـفتاة في أمـور خصـوصية كـما أن الإفتـراق سيقـطع لـنا شـوط كبـير من عـملية الـبحث

- ولكـن...

- هـش هـش, يجـب أن نـفترق ولا أستـطيع إئتـمان أي مـنكما للـذهاب مـعه وحدي فالـشيطان لـم يـمت

- أنـت الـشيـ .... أستـغفر الله, حسـنا يا مـدام لـكما ماتريدان سـنترككما عـلى أمـل أن لا تختفيا أنتـما أيـضا, ملـتقانا بـعد 10 دقـائق

إتـجهت " هـدى " والمـدام " نـجاح " بإتـجاه الـمعابد والـشباب نـحو الـمسرح الرومـاني, تحـدثت " هـدى "..

- أتؤمنين بوجـود الـجان بيـننا ؟

- لولا أننـي أنجـبت أطـفالا لـظننت أننـي تـزوجت جنـا هههههـ

- لمـاذا ؟

- تـزوجت عن قـصة حب عشتها, لكـن بعد الزواج إكتشفت أن زوجـي لا فـائدة منـه لا يعـمل لا يتـحرك فـقط يستغلني بكلماته الرومنسية ولسـانه المـعسول, أنا أكدح لأوفر مـايلزم بيـتنا, لـم أشعـر بأنـني أعيش مع رجـل بـل لـم أشعـر بـأنني أعيش مع إنسـان أسـاسا, وقـت الـفراش فـقط يبـدأ بالكلام المـعسول, لذلك طلبـت الطـلاق

- و كـيف وافق رغـم أنه حـصل عـلى زوجة تـوفر لـه مايريد ولديه منـها أبنـاء ؟

- والـدي عـقيد في الـجيش, هـو عـلم أنه في حال رفض سـيختفي عـن وجـه الأرض

- أسفة علـى ماحصل, أيمكـننا العـودة لموضوعنا ؟

- الجـان ؟ جديـا أنا مؤمنة بوجـودهم لأن ديـننا أكد وجودهم لا يوجد دليل أقوى من ذلك

- لـيس هذا مقصـدي, ما أعنيه هـل تؤمنين أن للـجان قـدرات علـى التـشكل على هيئة بـشر والعيـش بيـننا ؟

- ههههههـ أنت تـمزحين

- لا جـديا !

- بالـطبع لا, أنت تخفينني يافـتاة وأنا إمرأة صـعب إخافتي

- أأخبرك بأمر لن تصدقيه ؟

- أطربيني

- أظـن أن الـطفل الـمقعد مـع الـعائلة ليـس إبنـهم

- هههههـ كفـاك جـنونا, كـيف لـيس إبنـهم ؟

- سـندخل الآن من بـاب الـمعبـد وبـأم عيـنك سترين الـكرسي الـمتحرك لإبنـهم " هـاني " بالـداخل, " هـاني " كـان مـعي وأنـا متأكدة أنـه لـم يخـرج من الـمعبد !!

- أرعبتيني يا " هـدى "

دخـلت " هـدى " والمدام " نجاح " مـن بوابة الـمعبد, وجـهوا مصـابيحهم نـحو الـداخل, الـكرسي لا يـزال بـمكانه, نـطقت " هـدى "..

- والآن ؟

- قـد يكـون الـكرسي لـشخص أخر !

- أنسيتي أنـني أخر من دخـل للـمعبد، الكرسي لم يكن موجودا وقت دخولي للمعبد سابقا

- إذا من ذلك الـطفل ؟ لازلت غـير مصدقـة

- لـنبحث في غـرف الـمعبد

بـعد عـملية بـحث واسـعة داخل الـمعبد المتـأكل, سـمعت " هـدى " من أحد الـجدران صـوت خفيف, نـادت على المدام " نجاح "

- مدام تعـالي هـنا

- ماذا ؟

- ضعي أذنك وأخبريني ماذا تسـمعين ؟

وضعـت " نـجاح " أذنها ثـم تحدثت...

- هناك أشخـاص ينادون من داخل الـجدار ؟

- لسـت أهلوس إذا

حـاولت السيدات إكتشاف طريق للـوصل إلـى داخل الجدار ليـتبين أخيرا أنـه ليـس جدارا في الأساس بـل خزانة سمـيكة صـنعت علـى شكـل الجـدار, حاولن سـحب بـاب الـخزانة لـفتحه لـكن دون فـائدة فهـو يحتـاج العديد من الأيادي, ركضت " هـدى " و " نـجاح " طالبات المـساعدة..

مـا إن خرجن حتى إستقبلهن " ربيع " و " نعيـم " ومعهم أب الأسرة الـلطيفة, تـحدث " ربيع "...

- أتينـا لإخبـاركم أنـ الزوجين قـد عادا

- جـــميل

- هيـا لـنعد الآن

- قـبل أن نعود, إتبـعونا للـداخل كلـكم نحتاج مساعدتكم

- والسبب ؟

- كفـاك أسئلة رجاءا وإتبعنا

دخـلوا إلـى الـمعبد صـدم أب الأسرة اللطيفة عندما رأى بسـاحة الـمعبد كرسـي متحرك ككـرسي إبنه, تـحدث

- ماهذا ؟

- ستفهـم كل شيء, أرجوك لا تسأل الآن وإفعل ما أطلبه منك

إتـجهوا نـحو الـغرفة الـتي بـها الـخزانة الـمشابهة للجـدار, أخبرتهم " هـدى " أن يدفعوا مرة واحدة لـفتح الـخزانة, جـميعا سحـبوا الـجدار ونـجحوا في فـتحه, صـدمتان حصلتا للـجميع, الأولى إبن الـعائلة اللـطيفة بالـخزانة, الـثانية الزوجان كذلك بالـخزانة محتجزين !

صـرخ الأب...

- مالذي يـحدث ؟؟؟ فـسروا لي والأن ؟

نـطقت " هـدى "...

- مـا حدث أن هذا هو إبنـك الحقيقي وهذان الـزوجان الـحقيقيان, أمـا من مـع زوجتك والأطفـال في الغـابة فلا أعلم

لـم يتمـالك الأب أعصـابه, حمل إبنـه وركض ووراءه تـركض المدام " نجاح " الـتي تركت أبنـائها معـهم

أخـبر الزوجـان " هدى " أن شخص ضـربهما على رأسيهما في الـغابة وأغمي عليهما ليجدا نفـسيهما داخل الـخزانة الـمرعبة...

رجـعوا للـغابة, أم العـائلة اللطيفة تصرخ و تبـكي, تـحدث زوجها

- مالذي حـدث لـك ؟ ما كل هذه الـكدمات علـى وجهك ؟

- " هااااااني " إبني إبني

فـرحت أم العـائلة اللطيفة حين رأت إبنـها وغضبت كثـيرا حين رأت العاشقين حتى حاولت التهـجم عليهما, الـكل بأمان حتـى أبناء الـمدام " نجـاح ", هدأت المـدام " نجاح " و " هدى " من روع أم العائلة اللطيفة وطلـبوا منها شرح الـقصة..

- ما حدث بـعد ذهاب زوجي لإخبـاركم بـرجوع عصفوري الـحب, قـاما بالـهجوم علي وضربي ثـم أخذا إبني والـكرسي وهـربا, من قـوة الـضربة لـم أستطع الوقوف وحـين وقـفت كانوا قـد إختفوا

تـحدثت " هـدى "...

- فـهمت كل شيء, بعـد أن عـلم الجان أننا إكتشفـنا أمرهم إختفـوا بـطريقة إستعراضية !

تساءلت المـدام " نـجاح "

- ولـكن كيف أتت الجـان ؟

أجـاب سائق الـحافلة " ربيع "

- لـعله سـحر مدفون هنا أو ربـما أحدكم بـه جـني يتلاعب بـنا

" جـني يتلاعب بـنا " دعـت " هـدى " أن لا يـكون " نجيب " الـسبب, رجـعوا من الـرحلة إلـى المـدينة, رحـلة مخيفة و لـم تزد " هـدى " إلا كئابة..

فـتحت بـاب شـقتها, دخـلت الـغرفة, لتـجد على أحد جدران الـغرفة جـملة بالـدم مـنقوشة " أتـركِ نـجيب إن كـنت تريدين حيـاة خالية من الـغرائب "

ذهـلت " هـدى " من صـاحب أو صـاحبة التهـديد ؟؟!

____________________ #حلقة_التاسعة
<><>

فـتحت بـاب شـقتها, دخـلت الـغرفة, لتـجد على أحد جدران الـغرفة جـملة بالـدم مـنقوشة " أتـركِ نـجيب إن كـنت تريدين حيـاة خالية من الـغرائب "

ذهـلت " هـدى " من صـاحب أو صـاحبة التهـديد ؟؟!, أًصـبحت " هـدى " في دوامـة حيـاتها تـزداد سوءا يـوما بعـد يوم, دخـلت الـحمام لـتغسل وجـهها من تعـابير الـرعب والإنصدام وجـدت حـوض غـسل الـوجه ممتـلئ بالـماء وعلـى المرآة مـكتوبة كـلمة واحدة بالدمـاء " إفعـليها "...

ضـربت " هـدى " الـجدار غضبـا, سئـمت مـن هذه الألاعيب اللـعينة وقـررت الـموافقة علـى طلـب من كـتب الـجملة سـواء " نـجيب " أو غـيره, أدخـلت رأسـها بالـحوض, شـربت الـكثير من الـماء ودخل حـتى من أنفها, قـبل أخر لـحظة سـحبت نفـسها و تقيأتْ معـظم المـاء الـذي شربته, تـعجبت متسائلة...

- لـماذا سـحبت نـفسي رغـم أنـني كـنت أنوي الإنتـحار ؟ أيـعقل أن يـكون هـناك من سـحبني ؟

خـرجت من الـحمام ودخـلت غـرفتها لتـجد حـبل مشـنقة مـعلق بالـثريا يـنتظر صـعود " هـدى " عليـه, إختفـت من جـدار غـرفتها جـملة " أتـركِ نـجيب إن كـنت تريدين حيـاة خالية من الـغرائب " وأستـبدلت بنـفس الـكلمة في الـحمام " إفعـليها ", بـخطوات هادئة تقـدمت " هـدى " وصـعدت الـكرسي في محـاولة لتوديع الـحياة, حـبل الـمشنقة حـول عنقهـا, قـفزت من الـكرسي, يـهتز جسـدها محـاولا الـنجاة...

قـطع حبـل الـمشنقة !! رغـم أنـه متيـن ومثبـت بعـناية في الـثريا, رددت " هـدى "

- هـذه الـمرة أنـا متـأكدة يـا " نـجيب " أنـك تنـقذني من الـموت !! أنت موجود هـنا !!!! تـحدث سئمت كـل هذا و هـل أنت من تـكتب هذه الـجمل على جدران منـزلي ؟ وإن لـم تـكن أنت فـمن المسئول ؟؟؟ أحتـاج لإجابات يا " نـجيب " أرجـوك

إنهـارت " هـدى " بـاكية, وقـفت تتـرنح يمينا ويسـارا, علـى كـل جدران منـزلها كـلمة " إفعـليها " " إفعليـها " " إفعـليها " " إفعـليها " " إفعليـها " " إفعـليها "

صـرخـــت

- أأأأأأأأأأأأأأ, اللـعنة عليـك يا " نـجيب " وعـلى عـالم الجـان أجـمع

ركـضت إلـى الـمطبخ, أخرجت من أحـد الأدراج سـكينا ووجـهته نـحو بطـنها, أرادت شـقها لـكن كـلما قـربت الـسكين من بـطنها لـشقها شيء يـمنعها وكأن هنـاك من يمسك بيديها لإيقـافها, تـحدثت " هـدى "...

- هـذا أنت يا " نجيب "! إذا من يريدني أن أنتـحر شـخص أخر !!

رمـت " هـدى " الـسكين جـانبا وإلتـحفت الأرض محـتضنة نـفسها والدمـوع كـالشلال من أعينها تنـهمر...

إهتـزاز قـوي بالـمنزل وكـأنه زلزال, الأنـوار تضـعف وتقـوى, الـنوافذ فـتحت جميـعها ريح بـاردة دخـلت للـمنزل, خـرجت " هـدى " من الـمطبخ إلـى غـرفة الـمعيشة تـحديدا لــتجد الـصندوق الذي بـه ألبـوم صـورها علـى الأرض والـصور مبـعثرة, تـجر نفـسها المـحطمة والبـائسة نـحو الـصور لـتحملـها.

لا يزال ذلك الـطيف عـديم الملامح الذي ظهـر في صـور " هـدى " في بداية مغامرتها مـوجودا, ذلـك الـطيف الذي يـرجح أنـه " نـجيب, الأمر الـجديد والمخيف في الـصور أن هـناك طـيف أخر عـديم الـملامح بالـصور..

طـيف بـشـعر طـويل وقـوام أنثـوي,صـورة مارثون الـدرجات الـهوائية " هـدى " على درجاتها في الأمام وخلـفها طيفـان كـل واحد بدراجته, صـورتها وهـي صـغيرة في الـمزرعة وبيـن الأشجـار بـعيدا يـقف طيف شاب بدون ملامح وطيف فتـاة كذلك لا تفاصيل لوجـهها...
أخـذت " هـدى " نفـسا, الـشمس أشـرقـت وجـدت " هـدى " فـكرة ألا وهي أن تذهـب لـمكتبة الـعم الـسوداني لـعله لديه كتـاب سـحر من الـكتب الـمخزنة الـقديمة وبكـتاب الـسحر ستستطيع التـواصل مـع من تـقوم أو يقوم بـكل هـذه الـمشاكل لـها...

إنتـظرت حتى قـدوم الـعاشرة صـباحا مـوعد فـتح الـمكتبة لأبـوابها, ما إن وقـفت لـتذهب حـتى إنتفض جسـدها...

- تـمهلي يـا " هـدى "

- نـجيب هذا...هذا أنت !

- أسـف حقـا أسـف

- نـعم تـأسف بـعد أن حـولت حيـاتي إلـى جـحيم !!!

- لـست أنا !!

- إذا من ؟

- ......

- أراك خرسـت, أخـبرني يـا " نـجيب " مـن الذي جـعل رحـلتي بالأمس كـابوسا ؟ من الذي أرادني أن أنتـحر ؟ أنـظر لـحالتي أنا حتـى لـم أنـم, أستـحق تفسيرا يا " نجيـب "

- مـنذ زمـن كـنت خـادما لـساحرة, كـنت كالخـاتم بإصبعهـا أنفـذ كل أوامرهـا, كـنت قـد خطبـت إجباريا جـنية بـأمر من عـائلتي, الـساحرة كـانت علـى فراش المـوت, خفـت كـثيرا فـبعد وفـاة الـساحرة سـأرجع لـعالم الـجن بـشكل نهائي وأتـزوج تلـك الجنية وأنا لـم أحبهـا ولـم أشعر حتى بالإنجذاب تجـاهها

- وبـعد ؟

- أبلـغت " السـاحرة وهـي في أخـر أيـام لهـا بمـا سيـحصل وأننـي خائف, قـامت بـعمل كتـاب بـه تسـع أجزاء كـل جزء يـمثل حـرف والأحرف تشـكل " زوجـتك نفسي ", أخبـرتني أنـه لدي تسـع فرص للـزواج بإنسـية وجـعلها تسـاعدني للـحصول علـى حيـاة إنسـية بـعيدا عـن عالم الجـن, وحذرتـني أن هذا الأمر سيـغضب خطيبتي كـثيرا لأن فـيه تجـاوزات

- يا إلهـي أكمل...

- لا يـوجد ما أكمل, قـامت خـطيبتي بـقتل زوجـاتي الـثمان و أنت الآن أخر أمل لي

- إذا مـن قـامت بـكل هذه الأفعـال خـطيبتك ؟

- نـعم, لا تلـوميني يا " هـدى " أنـا وضعت تحـذيرا من أنك ستتعلقين بي بـعد قراءتك لكـتاب " أنتِ لي " وضعـت هذا التـحذير خصيصا حتـى لا أظلم إنسية معي

- أنـا أسفـة يا " نـجيب ", أتتقـبل أسـفي ؟

- نـعم لا يـمكنني الـغضب مـنك

- مـاذا سـنفعل لـخطيبتك ؟

- تـقصدين " جـلنار " لا أعـلم حقـا, أنـا أصدها دومـا لـكن أن أؤذيها صـعب

- لـماذا ؟

- بسـبب هذا القـانون "أي جـني يؤذي جـني, يـحرم مـن كل قواه ويسـجن "

- نـحتاج لمثل هذه الـقوانين في عـالم الإنس حقـا نحـتاجها

- " هـدى " أريدك أن تـجدي حـل لـهزيمتها وإنـهاء وجودها !

- كـيف ؟

- لا أعـلم, فـقط أريد أن أبـلغك أن كـل مـن حاولت مواجهتـها فـشلت, إن كــان إنسـحابي من حيـاتك حلا صديقيني سأنسـحب وأتزوج " جـلنار " لـكنني متـأكد أن " جـلنار " لـن ترتاح حتـى تقتلك حـتى لـو تـزوجتها

- مـعه حـق يا " هـدى "

صـوت أنثوي صـادر من نـافذة الـغرفة, قـط أسـود واقف عـلى حافة النافذة, تـلبست " جـلنار " الـقط لتـلتقي بـ " هـدى ", تـحدثت " جـلنار "...

- إسـمعيني أنـت أخر فـصل من مغامرة " نـجيب " و أعـدك بـنهاية ممـاثلة لـزوجاته الـسابقات

تـحدثت " هـدى "..

- يـا إلـهي " جلـنار " السـفاحة بـجسد قـط ألـيف

- تهـزئين بي إذا ؟

دق بـاب الـمنزل, قـفزت " جلـنار " نـحو الـباب لـتفتحه بمخـالبها...

واقـفا سـاعي الـبريد المـسن الذي أحـضر في الـسابق طـرد " نـجيب " لـ " هـدى ", تـحدث...

- أسـف علـى الإزعـاج أنسـة " هـدى ", شعـرت بضيقة ولـم أجد غـير أدقـ بابه وأفضفض لـه

كـانت " هـدى " واقـفة بعيدا عـن الـباب بيـنما الـقطة " جـلنار " كـانت واقـفة أمام الـرجل الـمسن مبـشرة, تـحدثت " جلـنار "

- أنـظري يا " هـدى " للـقط الأليف

بخـوف صـرخت " هدى "

- لالا إيـاك أن تؤذيه يا " جلـنار "

الـمسن واقفا متعـجبا, تـقفز " جلـنار " نـحو عـنق الـمسن لتغرس أنياب الـقط في رقبـته وتقـطع الأوردة والـعروق, الدمـاء تـنهمر مـن عـنق الـمسن, يـنـتفض جسـده مرددا أخر كلـماته...

- سـا...سـا...عـديـ..يـني

الـدماء تـناثرت في الـممر, بـسرعة قـامت " جـلنار " بـشرب كـل الدمـاء, إلتفتت نـحو " هـدى " وقـالت...

- لاتقلقي لـقد أزلت أثر الدمـاء من الـممر, الأن دورك إسـحبي الـجثة للـداخل هههههـ

____________________ #حلقة_العاشرة



author-img
Oussama HASNAOUI

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent