recent
أخبار ساخنة

زوجي من الجن ( تكملة الأجزاء حادي عشر + ....)

 زوجي من الجن ( تكملة الأجزاء حادي عشر + ....)



الـدماء تـناثرت في الـممر, بـسرعة قـامت " جـلنار " بـشرب كـل الدمـاء, إلتفتت نـحو " هـدى " وقـالت... - لاتقلقي لـقد أزلت أثر الدمـاء من الـممر, الأن دورك إسـحبي الـجثة للـداخل هههههـ تـحركت " هـدى " فـي هـدوء نـحو جـثة سـاعي الـبريد الـمسن, هـبطت نـحو الـجثة تـحسستها لا روح فـيها, تـحدثت " جـلنار ".. - بسـرعة أدخلي الـجثة للـشقة قـبل أن يراها أحد ويـظن أنك الـقاتلة وشرارة الـغضب تتـطاير من أعيـنها تـحدثت " هـدى ".. - لا دعـيهم يروهـا, هـذا المـسكين أوصـاني أن أتـكفل بجـنازته يـوم وفـاته فلا أحـد له, وأنـا لـن أتـجاهل وصيته خـاصة أنـني سـبب رئيسـي في وفـاته إنتـفض جـسد " هـدى " ليـتحدث " نـجيب ".. - " هـدى " أجـننتي ؟ أعـلم أن مـا حصل سـيء بـل و أسـوء من الـسوء ذاته لـكن أنت لـست الـسبب لـم تـتوقعـي أن كل هذا سـيحصل - بالـضبط أنا لـم أتوقع أن كل هذا سيـحصل, والآن أعـلم أن الـقادم أمر وأشر أنـا لعـنة لكـل من حولي وكـل من يقـترب مني سيـكون ضحيـة عـالمكم !! - خذي نفـسا يا " هـدى ", سـنجد حـلا لـكل شيء أعـدك أننـا سنـجد حلا لإبـعاد " جلـنار " نهـائيا, الآن أدخـلي الـجثة قـبل أن يمـر أحد ويـظن أنك الـقاتلة, تـعلمين أن جـريمة قـتل مثـل هذه حـكمها مؤبـد أو..أو إعـدام !! - إعـدام هههههـ جميـل لعـلي أخـيرا أرتـاح وأريـح - لا لـن أسمـح بذلك - من أجـلك أم من أجلي ؟ - أأأأأ ماذا ؟ - سـمعتني يـا " نـجيب " لـن تسمح بإعـدامي لأنك تـحبني أم لأنني أملك الأخير ؟ - أأأأ الإثـنين ! - ولـماذا إرتبـكت ؟ ضحـكت الـقطة " جـلنار "... - هههههـ جـميل شجـار أحبة, يؤسـفني أن أبلغـكما أن تتـوقفا فـهناك شخص يـصعد الـدرج حـالا تـحكم " نـجيب " بجـسد " هـدى " لـيمسك الـجثة لـكن " هـدى " قـاومته وأصـبح جـسدها يـتقدم خـطوة ويـتراجع في أخرى, تـحدث " نجـيب "... - تـوقفي عـن مقاومتي يـا " هـدى " وأتركيني أدخل الـجثة ! - لا يـا " نـجيب " دعـهم يروا الـجريمة - " هـدى " أتـوسل إليـك - لا صـعدت إحـدى الجـارات درج الـعمارة لـتشاهد جـثة الـرجل الـمسن و " هـدى " واقفة أمـامها, صـرخت للجيـران ليمـسكوا بـ " هـدى ", سـلمت للـشرطة... في غـرفة التـحقيقات " هـدى ", تـحدث الـمحقق... - أنتِ الـقاتلة ؟ تـحدث " نـجيب " داخل عـقل " هـدى " أن تـجيب بـ " لا " وتنـكر حتـى لا تتسـبب في مشـاكل لا يـحمد عقباها, فـإن تـحدث " نـجيب " في جسـد " هـدى " سيـكشف أمره لأن الـصوت ذكـوري, أجـابت " هـدى "... - نـعم - لـماذا ؟ - لا أعـرف - كـيف لا تعـرفين ؟ ثـم مـاهو سلاح الـجريمة نـحن لـم نـجد أي سلاح في سـاحة الـجريمة ؟ وهـناك أمر غـريب أين إختفـت كـل الدمـاء التـي نـزفتها الـجثة ؟؟؟؟ - لا يـوجد سلاح, بـأسنـاني قـمت بقضم أوردة عـنقه وشربـت كل الـدماء - ما هذا الـجنون ؟؟؟؟ أتعـلمين أن كلاما مـثل هـذا سيرسلك لـحبل الـمشنقة مبـاشرة ؟ - لا أهـتم - فـهمت الأمر, تـمثلين أنك مريضة نـفسية حـتى ترسـلي إلـى مسـتشفى الأمراض النـفسية عـوضا عـن الـسجن, لـن تـنجح خـطتك - لا أنا كـاملة الـقوى الـعقلية ولسـت أعـاني من أي مـرض نـفسي - تبـا لك !! ما كل هذا الـبرود ؟؟؟ قـتلتِ رجلا مسـنا وقمـتِ بتمزيق عـنقه, ماهذه الـوحشية !! أنتِ وحـش ولـست بإنسـان بتـاتا لـو لدي الـسلطة لأفـرغت رصـاص مسدسي هـذا برأسـك يـا مخـبولة !! لـم تسـتطع " هـدى " الإستـمرار في التـصرف بـبرود بـعد تـوبيخ الـمحقق الـشديد لـها إنـهارت وأسقطت رأسـها على طـاولة الـتحقيق, تـبكي مرددة... - مـاذا تريد منـي أن أقـول ؟؟ قـط قـتل الـرجل الـمسكين أو أن جـني تـزوجني وحـكم علي الـعيش في هـذا الـجحيم, إسـحب مسـدسك وأقتـلني والله سـأرتاح من هذه الـحياة - مالذي تتـفوهـين بـه يا " مخـبولة " ؟ أتـحاولين جـعل نفـسك كالمرضى الـنفسيين للـهروب من الـقضية ؟ لـن تـنجح خـطتك فـهمتي ؟؟ لـن تنجح إستشاط الـمحقق غضبا وأمسـك شـعر " هـدى " بـقوة, إهـتز مصبـاح غـرفة الـتحقيق وضـعف نـور مصـباح الـغرفة, تـحدث المـحقق... - مـا مـا الذي حـدث ؟ تـرك " هـدى " وتراجع ليـجلس علـى كرسيه, مـا إن إستـعد للـجلوس حـتى سـقط على الأرض وكأن هـناك من سـحب الـكرسي, تـحدث.. - أزلـزال حـدث أم لـكِ علاقة بالأمر ؟ - أإنتهى الـتحقيق ؟ - أتـعلمين إسـمي " عـادل الـحـوتي " حـققت مـع شتى أنـواع الـبشر وقـابلت فئات كـثيرة من الـمجرمين والمجرمات, جبـروتي جـعل حتى الـمظلوم يـعترف بـجرم لـم يرتكبه لـكن إنسـانة بـغرابتك لـم أقـابل, أتـمنى أن لا تـموتي حتـى أعـرف سـرك هـذا, الأن إنتـهى الـتحقيق نلـتقي في قـاعة الـمحكمة ! بـعد مـرور أيـام من الـسجن والـتحقيق تـم نـقل " هـدى " إلـى قـاعة الـمحكمة, تـحدث الـقاضي... - أنـسة " هـدى " الـبالغة مـن العـمر 24 عـاما أنـت مـتهمة أو بالأصـح إعـترفتِ بـقتلك للـسيد " إبـراهيم الرجبـاني " حـيث قـمتِ بـوحشية مفرطـة بإفتراس عـنق الـرجل ممـا تسبب له بنـزيف وقـطع معـظم الأوردة والعـروق, إضـافة إعتـرافك أن الـدماء قـمتِ بـشربها وذلك يـضاف كـنقطة ضدك في الـقضية, هـل لديـك شيء تـريدين قـوله خـاصة أنـك رفـضتِ تـوكيل مـحامي دفـاع ؟ - لا سـيادة الـقاضي, لا يـوجد شيء نـظر الـقاضي إلـى الـجميع, أخـذا نفـسا وطـرق بـمطرقته علـى الـطاولة مـعلنـا... - أنـسة " هـدى " حـكم علـيك بالإعـدام شـنقـا حـتى الـموت ويـنفذ الـحكم الـيوم وحـالا في سـجن " كـويفية " ! " نجيب " تـحدث لـ " هـدى ".... - لـن أسـمح بـهذا يـا " هـدى " ! مـهما حـدث لـن أسمـح بقـتلك.. نقـلت " هـدى " إلـى سـجن " كـويفية " لـتنفيذ الـحكم, جـهزت مـنصة الإعـدام وكـان الـشاهد علـى الـعملية المـحقق " عـادل ", دفـع منـفذ الـحكم الـكرسي لتـتم العـملية, بدأ جسـد " هـدى " في الـتحرك يـمينا ويسـارا ثـم قـطع حـبل الـمشنقة لـيسقط جـسد " هـدى " ومـازال لهـا في الـحياة أمل, عـلمت " هـدى " أن " نـجيب " الـسبب فـمثل هذا الـمشهد قـد مرت بـه سـابقا... جـهزوا مـنصة إعـدام أخـرى وتـأكدوا من ثـباتها, ردد منـفذ الـحكم... - هـذه الـمرة لـن يقطع ! دفـع الـكرسي ليـتدلى جـسد " هـدى " في الـهواء, تكرر الأمر وقـطع الـحبل في مشـهد أذهـل الـجميع, أعيد تـنفيذ الـحكم أكثـر من مـرة دون فـائدة, إسـتدعى منـفذ الـحكم رئيـس الـسجن ليـشهد الأمر الـعجيب, حـاولوا للـمرة الأخيرة إعـدامها وبـائت الـمحاولة بالـفشل, أغـمي علـى " هـدى " مـن الإختـناق الـمتكرر لـكنها لـم تمت, تـحدث منـفذ الـحكم لـرئيس الـسجن... - أرأيت سيادتك, أمـر غـريب يـحصل وكـأن جسـدها يـقاوم الـمشانق, مـا رأيك أن أقـوم بـقتلها رميـا بالرصـاص, علـى أي حـال هـم يريدونها جثـة صـرخ الـمحقق " عـادل "... - لا إن فـعلت ذلك سـأرفع قضـية تجـاوز الـقانون بـحقك - لـماذا كـل هذا الـغضب حـضرة الـمحقق ؟ - الـقانون لا يجـب تجاوزه - ولـكنها لـم تـمت, ماذا أفعـل ؟ - لـننتظر حـتى تستيقظ ثـم ننقـلها إلـى زنـزانة وأنا شخصيـا سأرسل تقـريرا للـمحكمة أشـرح لـهم أن الـحكم تـم تنفيذه بشـهادة رئـيس الـسجن لـكن الفـتاة لـم تمت وكأن جسـدها أو بالأحرى عـنقها لا يتأثر بالإختناق كثيـرا... - عـنقها لا يتأثر بالإختناق ؟ أليـس هذا سـبب غـير مـقنع ؟ - ماذا أتريد مـني أن أقول لـهم أنـها لم تمت بسـبب أمر ماورائي ؟ لاتقل لي أنك تصدق مثـل هذه الأمور ههههـ - لا أعـلم, أنـا حقـا مشوش خـرج رئيـس الـسجن عـن صمته... - أنـا مع حـضرة الـمحقق لا داعي أن نـتعب أنفـسنا ولـننتظر قرار أخر من المـحكمة بشأن الفتـاة مـرت نصـف ساعة لتستيقظ " هـدى ", تـم نقـلها إلـى زنـزانة منـفردة... بـعد مرور يـوم من الـعزلة دون طـعام أو ماء فـتح بـاب الـزنزانة, دخـل الـمحقق " عـادل " تـحدث - أهلا " هـدى الـسواد والـكئابة مترسمان على وجـه " هـدى ", نـطقت.. - أهـلا - خـذي أشربي بعـض المـاء لـم تستطع " هـدى " رفـض العـرض, شـربت كـل الـماء, أكـمل " عـادل " حديثه - " هـدى " أيـمكنني الـحديث معـه ؟ - مـاذا تـقصد ؟ - هههههـ الآن تتـظاهرين بالـغباء, أعـلم أن مـن تسبب في ضعـف الإنارة وتحرك الـكرسي ذلك الـيوم ليـس زلزال, بـل هو نفـسه الذي مـنع عـملية إعـدامك من الـنجاح - يـعجبني ذكائك حـضرت الـمحقق - إذا أنـا مـحق - نـعم أنت كذلك, لـكن سـامحني هـو يرفـض الـخروج بـل يـنكر حـتى وجوده الآن - ولـماذا ؟ - يـخشى أن يكشـف أمره ويـهزم, مـوتي يـعني وقوعه في كـابوس أبدي - أريـد الــتحدث مـعه, إن كـان يـسمعني فيـجب أن لا يخـاف مني - لا يريد - حسـنا, عـلمت أنني سأواجـه مقاومة لـذلك أحضرت مـعي الـمصحف الـكريم لجـعل صديقك يـنـطق رغـما عنه " نـجيب " في وضـع حـرج إذا كشـف سـيستطيع الإنـس محاربته وقـتل " هـدى ", وقـتلها يـعني نـهاية الـفصل الـتاسع والأخير من حـياته مـع الإنس!!
 __________________ #الجزء_الحادي_عشر  
<><>
- حسـنا, عـلمت أنني سأواجـه مقاومة لـذلك أحضرت مـعي الـمصحف الـكريم لجـعل صديقك يـنـطق رغـما عنه

" نـجيب " في وضـع حـرج إذا كشـف سـيستطيع الإنـس محاربته وقـتل " هـدى ", وقـتلـها يـعني نـهاية الـفصل الـتاسع والأخير من حـياته مـع الإنس !!

إنتفض جسـد " هـدى ", خـرج " نـجيب " عـن صـمته لـيتحرك فـم " هـدى " مـخرجا صـوت خشـن ذكـوري...

- تـوقف لا داعـي لإخـراج الـمصحـف

تـراجع " عـادل " إلـى الـوراء بـعد سـماعه للـصوت, كـادت عيـناه أن تـسقط مـن وجـهه من شـدة الـذهول..

- يـا ربـاه أنـت حقـيقي

- لمـاذا إسـتدعيتنـي ؟

- هههههـ لا شيء فـقط أريـد عقـد صـفقة مـعك

- صـفقة ؟

- نـعم, أولا ما إسمـك ؟

- " نجـيب "

- تشـرفت يا " نـجيب " أنا " عـادل ", لنـدخل في صـلب الموضوع أريـد جـني لـيكون خـادمي وبالـمقابل أضـمن لـك أن " هـدى " سـتخرج من الـسجن

- أنت مـؤمن بـهذه الأمور إذا ؟

- كـيف لا وأبـي قـد سـحرته مشعوذة مـن دولـة تشـاد ليـتزوجها ويـهاجر معـها ! الـسحر قـواه هـائلة شهـدت ذلك بـأم عـيني, إذا إتفـقنا ؟

- ومـاذا لـو رفـضت ؟

- سـأخرج الـمصحف الـشريف ومسـدسي لأطردك وأقتـل صديقتك !

- لا تستـطيع فـأنت ستـعرض نفـسك للمسـائلة الـقانونية هكذا

- جـميل جـني يتـحدث في الـقانون, إسـمع لا تـصدق الـكلام الذي قـلته لمـنفذ الإعـدام بـشأن أنـه لـو قتل " هـدى " بالـرصاص بـدل الـحكم المـلقي عليها ( الـشنق ) فسيتعرض للمسائلة الـقانونية, نـحن في " ليبيـا " بـلد الـقوي يـعيش فيها فـقط الـقوي, صـديقتك لا أحد لـها لـذا إن قتـلتها أستـطيع الـخروج مـن الأمر دون أي مشـاكل !

- مـن قـال أن لا أحـد لها ؟ أنـا معـها !

- في حـضور الـمصحف الـشريف أنت دون أي فـائدة

أثـار " عـادل " غضـب " نـجيب " لتـهتز أبـواب الـغرف الإنفـرادية كلـها ويضعف ضـوء الـسجن قـليلا, ركـض الـجنود نـحو زنـزانة " هـدى " عندما وجـدوها مفـتوحة, تـحدث " عـادل "...

- لا تقـلقوا إنـها مجرد هـزة أرضية هههههـ, عـودوا إلـى أمـاكنكم, وكـما قـلت لـكِ يا " هـدى " فـكري في الأمر سـأرجع بـعد أيـام لأحصـل عـلى إجـابة ترضيـني

أغـلق حـارس الـسـجن بـاب زنـزانة " هـدى " الإنفرادية, تـحدث " نـجيب "...

- ماذا سـنفعل الأن ؟

أجـابت " هـدى "..

- لاشيء

- " هـدى " إلـى مـتى ستستمرين في هـذا الـبرود, ستـقتلين ألـن تفـهمي ؟!!

- هـذا جيـد, أخـيرا ستـنتهي لـعنتي

- مـاذا تـقولين يـا " هـدى "

- لـماذا كـل هذا الـخوف يـا " نـجيب ", لـن يحدث لـك مكروه ستتـزوج " جـلنار " وتعيش حيـاة سـعيدة في عـالم الـجن ثـم هـي تحـارب من أجلك صدقني لـن تجـد أحـدا يـحبك مثـلها !!

- ولـكني لا أحـبها !! لمـاذا لا أحـد يفـهمني ؟!

- ولا تـحبني أيـضا !

- مـاذا ؟

- أنـت لا تحـبني بـل لا تـحب أحـدا غـير نفـسك

- أجنـننتي ؟ أنـا أعشـقك يا " هـدى "

- لا بـل أنـت مـتمسك بـي لأنني أخر أمـل لك للـعيش هـنا في عـالم الإنـس وفرض قـوتك لـكن إن تـزوجت " جـلنار " ستـعيش حيـاتك في عـالم الـجن تـحت قـوانين صـارمة وحيـاة أنت لا ترغـب بهـا

مـرت أيـام في الغرفة الـمظلمة حـاول " نـجيب " فيـها إقنـاع " هـدى " بـأن تساعده في إيجـاد خـطة لـكن دون أي فـأئدة...

فُتح بـاب الزنزانة, دخـل رئـيس الـسجن رفـقة شـيخ بمـلامح خـشوع, بـعد الـسلام تـحدث الـرئيس..

- بـسبب حـادثة الـمشنقة يا " هـدى " يريد فضيلة الـشيخ " حـمد " قراءة بـضع آيـات القرآن للـتأكد مـن أن لا خطـب بك

لـم تـجب " هـدى " وضلت جـالسة بـزاوية الـغرفة محـتضنة نفـسها, ردد الـشيخ أية الـكرسي لـما فيـها من قـوة مؤثـرة على الـجان, صـرخت " هـدى " أو بالأصـح صـرخ " نـجيب ", كلـما ردد الـشيخ إرتـفع الـصياح, دقـات قـلب رئيس الـسجن تسـارعت وطـلب من الـشيخ الـتوقف, خرجـوا من الـزنزانة ذاهبين...

" نـجيب " في دوامـة لـقد كشـف أمـره !

مـر يـوم, فــتح بـاب الـزنزانة, نـجيب من جـسد " هـدى " يـلـقي بنـظاره نـحو من سيـدخل, حـاملا حـقيبة دخـل " عـادل "...

- بسـرعة يـا " هـدى " إرتـدي هذه الـملابس أمـنت لـك مخرجا

تـحدثت " هـدى "..

- ولـماذا ؟

- كشـف أمـر " نـجيب " وتواصل رئيس الـسجن مع عـدد من الـمشائخ للـقيام بـجلسـات خـاصة لإخـراج " نـجيب " من جـسدك

- هـذا خـبر جـيد لعـلي أرتـاح

- أنـا أحتـاج لـ " نـجيب " لا أستـطيع تـركهـم يـخرجونه منك, أسـف لمـا سأفعـله الآن يـا " هـدى "

ضـرب " عـادل " " هـدى " علـى رأسـها ليـغمى عليـها, وبـالتعـاون مـع عـدد من الـجنود الذين رشـاهم بالـسجن إستـطاع تـهريبها, إنـتقل بـ " هـدى " إلـى مـنزل فـوق جبـال الـشرق الليـبي بـعيدا عـن المـدينة فـهو عـلم أن الأمر لـن يأخذ وقـتا طـويلا حـتى يـكشف أمره...

فتـحت " هـدى " أعيـنها لــتجد نفـسها نـائمة علـى سـرير عـتيق, تسـمع صـوت شخـص يـتحدث, تـحـركت من الـسرير بـخطوات هـادئة نـحو بـاب الـغرفة الـتي هي بـها, تـلقي نـظرة مـن شقـوق الـباب لـتجد " عـادل " يـصارع نفـسه, فـتحت الـباب بـهدوء لـيتضح الـصوت..

قـال " عـادل "...

- أنتِ مخـادعة, إتفـقنا أن أحـضر لـك " هـدى " وتـعطيني جـني خـادم لي

من جـسد " عـادل " في مشـهد أثـار تعـجب " هـدى " تـحدثت " جـلنار "....

- لـن أعـطيك شيء حتـى تسـاعدني في قـتل " هـدى "

- ولمـاذا لا تقـتليها بـنفسك ؟

- لا أستـطيع فـ " نـجيب " سيـمنعني, أحتـاج لـخطة مـحكمة !

- إذا سـأستعـمل الـقرآن لطـرد " نـجيب "

- لااااا, قـد تـقتله لا أريد الـمجازفة, أريـد فقـط قـتل " هـدى "

- و إن لـم نـستطع قـتلها ؟

- سـأظل متـحكمة بجـسدك حـتى أقـتلها !!!

- لا يا فـاسدة...

إنتـفض جسـد " هـدى " ليـتحدث " نـجيب "...

- " هـدى " هـذه فـرصتنا فـلنهرب منـهما وأرجـوك لا تقـولي لا, سئـمت من سـماع " لا "

- أتعـلم نـعم سـأهرب, كـل الحـوادث الـتي حصـلت معي ولـم أمت بسـببها دليل عـلى أن روحـي لاتزال متـعلقة بهـذه الـدنيا الفـانية وأنـا من الآن وصـاعدا سـأحارب من أجل هذه الـحياة

- سـعيد حقـا سعيد بكلمـاتك هذه يـا " هـدى "

- لـنذهب

الأمر الذي غاب عن " نجيب " هو أن " هدى " تفائلت لأنها وجدت حلا للتخلص من كابوسها بدل الموت ألا وهو القرآن الشريف....

مـن نـافذة الـغرفة قـفزت " هـدى " لتـركض أسـفل الجـبل, الـظلام حـالك و " هـدى " ليـس معهـا أي وسيـلة إنـارة, لـم تتـوقف عـن الجـري, لـمحت بيـن الأشجـار نـارا ملـتف حـولها ثلاث شباب, إتـجهت " هـدى " نـحوهم طـالبة الـمساعدة....

- أرجـوكم سـاعدوني هـناك شخـص إختـطفني, هـربت مـنه والآن هـو يلاحقني

لـم يـجبهـا الشبـاب الـثلاثة, ظلـوا محـدقين بالـنار, صـرخت " هـدى "...

- أرجـــــوكم !

إلـتفت الـشباب الـثلاثة إليـها, تـسمرت أقـدام " هـدى " فـهي عـرفت الـثلاث شبـاب, هـم الـثلاثة مـن غـابة " الـمرج ", الـثلاثة الـذين قـام " نـجيب " بتقطـيعهم, رددوا في أن واحد...

- أنتِ الـسبب...

إستـدارت " هـدى " والخـوف مسـيطر عليـها لـتكمل ركـضها إلـى الـمجـهول, رأت بـيت مضـاء, فـرحت نـحوه إنطلقت, مـن الـرعب إقتـحمت الـمنزل تـصيح...

- الـنجدة, الـنجدة, الـنجدة

من درج الـمنزل تـنزل إمرأة أنيـقة الـملابس مرددة...

- ماذا حـصل يا عزيزتي ؟

لـم تفـهم " هـدى " مالذي يحـصل ؟! تلـك المرأة هـي التـي قتـلها " نـجيب " زوجـة رئيـسها في الـعمل " نـزار ", تراجعت بخـطوات بـطيئة لـتصطدم بـشخص, اصطدمت بـ " عادل " الـواقف خلـفها, تـحدثـ....... لا بـل تـحدثت " جـلنار "....

- لـن تستـطيعي الـفرار يـا " هـدى "

__________________ #الجزء_الثاني_عشر
<><>
لـم تفـهم " هـدى " مالذي يحـصل ؟! تلـك المرأة هـي التـي قتـلها " نـجيب " زوجـة رئيـسها في الـعمل " نـزار ", تراجعت بخـطوات بـطيئة لـتصطدم بـشخص, اصطدمت بـ " عادل " الـواقف خلـفها, تـحدثـ....... لا بـل تـحدثت " جـلنار "....



- لـن تستـطيعي الـفرار يـا " هـدى "

دفـعت " هـدى " " عـادل " أو بالأصـح دفـعت " هـدى " " جـلنار " الـمتحكمة بجـسد " عـادل ", صعـدت أعلـى درج الـمنزل الـعتيق لـتدخل إحـدى غـرف الـطابق الـثاني, ضـوء الـقمر هو ما يـنير الـغرفة, جـرت " هـدى " خـزانة الـغرفة لـتوصد الـباب, " جلـنار " تقـترب شيء فـشيء, تـطرق " جـلنار "...

* تك * * تك * * تك *

مرددة...

- إفتـحي يـا " هـدى "

- بـاب الـغرفة مـوصد لا يـمكنكِ الـدخول !!

- كفـاكِ غـباء, إفتـحي بـاب الـخزانة !

* تك * * تك * * تك *

فـعلا صـوت الـطرق لـم يكـن من بـاب الـغرفة بـل مـن بـاب الـخزانة, إنتـفض جـسد " هـدى ", تـحدث " نـجيب "...

- لـماذا كـل هذا الـخوف ؟ تـمالكي نفـسك يـا " هـدى ", " جـلنار " تـحاول الـتلاعب بـك فـقط, أصـوات الـطرق من باب الخـزانة نـعم لـكن " جلـنار " لـيست بالـداخل, هي تتـحكم بـجسد إنسـي لذلك قـواها سـتكون محـدودة فلا تخـافي

- ماذا ؟

- إفـتحي بـاب الخزانة وأنـظري بنـفسك

تـقدمت " هـدى " وجسـدها يرتعد, ضـوء الـقمر أضاف لـقطة رعـب للـمشهد, وضعـت يدها على مقـبض الـخزانة دقـات قـلبها تتسـارع تـزامنا مع تسـارع طرقات الـباب, فـتحت بـاب الـخزانة لـتجدها خـالية كـما قـال " نـجيب ", نـطق " نـجيب "...

- أرايتي

بـعد إن إقتـنعت " هـدى " أن لـقوى " جـلنار " حـدود جـلست بالـغرفة في هـدوء تـام, إستشاطت " جلـنار " غضـبا إهـتز الـمنزل, لـم تـحرك " هـدى " سـكانا, تـحدث " نـجيب "...

- لـنجد حـلا قـبل أن تسـبقنا " جلـنار " وتـجد حـلا لصيدنا !

- إذا قـفزت من نافذة الـغرفة فـعلى الأرجح سـأصـاب بـكسور بسبب الإرتفاع

- لالا, لا نـريد الـمجازفة

قـبل أن يـعم الـهدوء الـمنزل نـطقت " جلـنار " بـجملة واحـدة...

- ستحتـاجين للـماء, الـطعام, الـحمام, ستحتـاجينهم وستخـرجين رغـما عـنك, حيـنها ستـجدينني أنـتظر لأقـبض روحـك وأخـذ " نـجيب " مـنك !

تـحدث " نـجيب " لـ " هـدى "..

- " هـدى " أتـذكرين حيـن قـلتِ لي أنـني لا أحب إلا نـفسي

- نـعم

- مـعك حـق في نـقطة أنا أحـب نـفسي وأريـد أن أعيـش أفـضل حيـاة لـكن صـدقا لـن أرضى بـحياة هنيئة علـى حسـابك, أخـبرتك سـابقا وأكرر لـو أضمن أن " جلـنار " لـن تلاحقك بعـد زواجي بـها فإننـي سأتـركك من الـيوم

- لـماذا أنت متأكد أنـها لـن تتركني ؟

- لأنـها فـعل ذلك بالـزوجة الـسابعة !

- " نـجيب " أسـفة, نـعتك بالأنـاني واللـئيم وعـاملتك ببرود بـل حتـى فـكرت بأفكـار شريرة نـحوك

- أفـكار شريرة ؟

- نـعم, رسمـت في رأسـي خـطة بـعد هـروبي مـن " جلـنار " ألا وهـي الذهـاب إلـى شيخ لـحرقك بآيـات الـقرآن الـكريم

- " هـدى " أنـت تعـلمين أنـني لا أستـطيع أذيـة " جلـنار " بـسبب قـوانين عـالم الـجان لـكن سـأساعدك علـى الـقضـاء عليـها, وبـعد الـقضاء عليـها أعـدك أننـي سأتركك للأبـد

- لـكن تـركك لي هذا يعـني أنك ستعـود لـعالم الـجن وأيضـا قـد تتزوج جـنية أخرى !

- نعـم لـكن على الأقـل لـن يعـلم أحد من عـالم الـجان بأمرك وستصبـحين في مأمن

- " نـجيب " شـكرا لـتغيير حيـاتي إلـى مغامرة هههههـ

بيـنما يتـناقش " نـجيب " و " هـدى " أصـوات صيـاح داخـل الـمنزل, تـحدثت " هـدى "...

- هـناك ضجيج بالـمنزل, أيـعقل أن هذه لـعبة جـديدة من " جـلنار " ؟

إقتـرب الـصوت إلـى الطـابق الـثاني حيـث تتواجد " هـدى ", صـوت شاب مـخمور يتـحدث...

- تـوقـ تـوقـف يا إبـن الـ #$%^

بـعد الـشتائم التي يقذفها الشـاب من فـمه علـى شـخص لـم تـعرف " هـدى " من هـو ورجـحت أن يـكون " عـادل ", أصـوات رصـاص, الـشاب يـطلق من سلاحه الـرصاص, يتـحدث شبـاب آخرون كذلك هـم مخمورين في نفـس الطـابق...

- أيـ أيـن هـو ؟

- بـالـ تـأ تـأكيـ كـيد هـو بإحـدى هـذه الـغـررررف

حـاول الـشباب فتـح بـاب الـغرفة الـتي بـها " هـدى " لـكنهم لـم يستـطيعوا بسـبب الـخزانة, صـوت سـحب زنـاد سلاح, تـحدث " نـجيب "...

- بـسرعة يـا " هـدى " خـذي جـانبا لا تـقفي أمـام الـباب

- لـماذا ؟

لـم تـنتبه " هـدى " لـصوت سـحب الـزناد, تـحكم " نـجيب " بـجسد " هـدى " وقـفز جانبا متفـادياً رصاصة كـادت أن تخترق جـسد " هـدى ", نـظر الـشباب من الـفتحة التي أحدثوها من بـاب الـغرفة والخـزانة, بـقيت " هـدى " منـبطحة علـى الأرض حتى لا يلـمحها الـمخمورين !

تـحدث أحـدهم...

- هـو لـ لـيس بـهذه الـغـ الـغرفــــ

تـحدث " نـجيب "...

- عـن مـن يبـحثون يـا تـرى ؟

أجـابت " هـدى "...

- بالـتأكيد " عـادل " فـهو الـوحيد غـيري المـوجود بالـمنزل

صـوت كـسر بـاب, بـاب الـغرفة الـمجاورة, وضـعت " هـدى " أذنهـا علـى الجـدار الـفاصل بيـنها وبيـن الـغرفة الأخرى, تـحدث أحـد الـشباب....

- أنـت هـ هـنا, تـوقف مـكانـــك مـا مـاذا تفـعل بـمخبئـنــا الـسـ سـري ؟

أجـاب مـن كـان يـبحث عـنه الـشباب, صـدمهم صـوته رغـم هيئته الـذكورية, كـانت " جلـنار " تحدثت من جـسد " عـادل "...

- يـا سـذج لـن تمـسكوا بـي

بـعد أن قـالت جـملتها, نـافذة كـسرتْ, نـظرت " هـدى " بـسرعة من نافذة غـرفتها لتـلحظ " عـادل " يـركض وهـو يعرج بيـنما يحـاول الـفتية رمـيه بالـرصاص, " جـلنار " جازفت وقـفزت من الـنافذة لـتنجو بـجسد " عـادل "...

بخـطوات سـريعة, الـشباب يركضون أسـفل الـدرج إلـى خارج الـمنزل للـحاق بـ " عـادل ", راقـبتهم " هـدى " مـن الـنافذة وتـحدثت...

- يـجب أن ألـحقهم, لـن أسمـح لـهم بأذيـة " عـادل "

- أنـا معك فيما تقـولين, أيـضا حتى إذا قـتل " عـادل " لـن تـموت " جـلنار " لـذلك لا فـائدة لـنا بمـوته

حـملت " هـدى " من الـطابق الـسفلي شعـلة إضـاءة لتـنير طـريقها, بيـن الأشجـار إنطـلقت, تـبحث وتبـحث حــتى وجـدت ظالتها, عـادل والدمـاء تتسـاقط من شتـى أجزاء جسـده, واقفـا أمام حفـرة بـها الـشباب وحـاملا مسـدسا بـيده, ضحـك بـصوت " جلـنار " الأنثوي...

- لـن أنـكر أنـكم أرهقـتموني !

يصـرخ الـشباب مترجيين " جلـنار " أن تتركهـم..

صـاحت " هـدى "...

- لا تـوقفي

- أنـتِ هـنا يا " هـدى "

- أتـركيهم يـا " جلـنار "

- والـمقابل ؟

لـزمت " هـدى " الـصمت لثـواني ثـم قـالت..

- لـننهي الأمـر كليـا, أنـا لا أريد أن أتسـبب في قـتل الـمزيد من الـناس بسـببي, صوبـي سلاحـكِ نـحوي وأطرحيني أرضـا

- لـكن " نـجيب " سيـمنعني !

- لا, علـى " نـجيب " أن يتفـهم أن الـتضحية في بـعض الأحيـان واجبة

وجـهت " جلـنار " فوهة الـمسدس نـحو " هـدى ", رددت " هـدى " قـاصدة " نـجيب "..

- " نـجيب " إن كـنت تـحبني فـأتركـني أمـوت, أرجـوك أنا لا أريـد أن أكـون سـببا في مـوت الـمزيد, دع الـرصاصة تخترق جـسدي وتريح روحي !

خـرج " نـجيب " عـن صـمته...

- أخشـى أن أتـدخل فـتظنين أنـني أنـاني, لا أريـد أن أحـملك الـمزيد من الـمشاكل, فـلترقد روحـك في سـلام يـا " هـدى " ولـتعلمي أنـني لـن أسـامح نـفسي بـتاتا على ما سيحصل الآن !


__________________  #الجزء_الثالث_عشر
<><>
- " نـجيب " إن كـنت تـحبني فـأتركـني أمـوت, أرجـوك أنا لا أريـد أن أكـون سـببا في مـوت الـمزيد, دع الـرصاصة تخترق جـسدي وتريح روحي !



خـرج " نـجيب " عـن صـمته...


- أخشـى أن أتـدخل فـتظنين أنـني أنـاني, لا أريـد أن أحـملك الـمزيد من الـمشاكل, فـلترقد روحـك في سـلام يـا " هـدى " ولـتعلمي أنـني لـن أسـامح نـفسي بـتاتا على ما سيحصل الآن !

إعـتلت الإبتسـامة عـلى وجـه " عـادل " أو جـسد " عـادل " فالـمتحكم هـي " جـلنار ", رددت..

- أخـيرا يا " نـجيب " ستـصبح لي, فـلتودع زوجـتك الـتاسعة

إنـدفعت الرصـاصة من فـوهة المـسدس في إتـجاه " هـدى " الـواقفة بثـبات, الـمشهد يـمر ببطـئ فـهذه أخـر لـحظات " هـدى ", قـبل أن تـلامس جسـدها تفـادت " هـدى " الـرصاصة بـعد أن إنبـطحت أرضـا, قـال " نـجيب "...

- ما الـذي يـحدث ؟

- لا تقـلق, أنـا تفاديت الـرصاصة بإرادتي

- ظـننتكِ تريدين الـموت يـا " هـدى "

- لـن أكـذب نـعم أردت أن أتـخلص مـن هذه الـحياة الـكئيبة لأننـي ظننـت أن لا أحد لي لـكن الآن متـأكدة أن هـناك من يـحبني من أعـماق قـلبه

- يـحبك ؟ مـن ؟

- أنـت يا " نـجيب "

- وكيـف تأكدتِ ؟

- إستجـابتك لطـلبي وتخلـيك عـن حلـمك بالـعيش في عـالم الإنـس مـن أجل راحتي كـان كـافياً لإثـبات حبـك لي والآن لـن أتخـلى عـن حيـاتي يا " نـجيب " لـن أتـخلى عـنها

- أتسـمحين لي بالـتحكم بجـسدك وتفـادي هـجمات " جـلنار " ؟

- جـسدي هـو جسـدك

تـحكم " نـجيب " بـجسد " هـدى " ليـقفز يمينا ويسـارا متفـاديا الرصاص المنبثق مـن الـمسدس, لـم تتوقف " جلـنار " عـن الرماية حـتى فـرغ الـمسدس من الـرصاص, فـرصة " نـجيب " ركـض ليـنقض علـى " جلـنار " ويـحدث إشتبـاك بالأيـادي, الـشباب بالـحفرة لايعـلمون ما الذي يحدث بالأعلى...

إختـفى اللـيل وأتـى الـفجر, الـقتال مسـتمر بيـن " نـجيب " و " جـلنار ", صـوت محـرك سـيارة, إختبئ " نـجيب " بيـن الأشجار وكذلـك " جلـنار ", في الـسيارة شابان معـهما بـنادق رشاشة يـصرخان بأسمـاء شبـاب, تبيـن أن الأسمـاء هي أسمـاء الـشباب الذين وضعـتهم " جلـنار " في الـحفرة, بـعد صراخ الـشابان, صـاح الـشباب من الـحفرة....

- نـحن هـنا

صـوت خـطوات سريعة, إلتـفت " نـجيب " ليـجد " جلـنار " تركـض مبتـعدة قـبل أن يـبدأ الـشباب في الـتفتيش عـنها, تـحدثت " هـدى "...

- لـنهرب نـحن أيـضا يـا " نـجيب " قـبل أن يلاحقنـا هؤلاء الفتـية

- نعـم نعـم, معـك حق

متـحكما في جسـد " هـدى " ركـض " نـجيب ", غابـت " جلـنار " عـن أنظاره, لـم يتـوقف عـن الـجري الـشمس أشرقت وإستـقرت و " نـجيب " لـم يستقر في نـقطة معـينة, كلـما تـوقف لثـواني يـسمع صـوت محـرك الـسيارة يـقترب, علـم أن الـشباب يقـومون بالـبحث ومـا زاد الـطين بـلة أن " جلـنار " غـابت عن الأعين !

تـحدثت " هـدى "...

- إصـعد هـذا الـجبل أمـامك

- لـكن لا أعـرف إلـى أيـن يؤدي

- وكـأننـا نعرف إلـى أيـن تؤدي هذه الـغابة, الـجبل سيوفـر لـك نـظرة للأسـفل بوضوح وأيـضا لـن يستـطيع الفتية الـصعود بسـيارتهم

- وجـهة نـظر

كـما قـالت " هـدى " صـعد " نـجيب " الـجبل ليـختبئ بيـن أًصـخار الـقمة وهـو ينـظر إلـى سيـارة الـشباب تـدور بيـن الأشجار بـاحثة عـن " جلـنار " وعـنه, يـلمح من بـعيد طريق وكـأن هذه الـطريق تؤدي إلـى خارج الـغابة, الـطريق واقعة بيـن جبلين, تـمر سـاعتان لـتظهر من الـطريق أربـع سيـارات شـرطة محاصرة الـغابة, نـزل مـن كـل سـيارة بيـن أربـعة إلـى خمسة مـن عناصر الـشرطة والمـفاجأة مـن بيـن إحـدى الـسيارات نـزل " عـادل ", أسـف أقصـد " جلـنار " الـمتحكمة في " عـادل ", لـم يمضي الـكثير مـن الوقـت حـتى إستـطاع الـشرطة إيـقاف سـيارة الـشباب وتقـييدهم جميـعا...

حـديث يـجري بيـن الـشرطة و " جلـنار ", تؤشر بيـديها إلـى الـغابة والجـبال وكأنـها تقـول لـهم أن " هـدى " مـوجودة هـنا...

تـحدثت " هـدى "...

- يـبدو أن " جلـنار " إنـتهى أمرهـا هههههـ

قـال " نجيب "..

- لا هـذه لـعبة جـديدة من " جلـنار " أنا متأكد

- وما الذي يؤكد لك كل ذلك

- " جلـنار " تستـطيع الـتحرك مـن جسـد " عادل " إلـى أي جـسد تريده, لـذلك لـن يستـطيعوا إمسـاكها بسـهولة, هـي تـريد إنـهاء مـهمة بـجسد " عـادل " ولا أعـرف ماهي هذه الـمهمة !

- أنـت أيـضا تستطيع الـتحرك إلـى جسـد أي إنسـي صحيح ؟

- نـعم

- إن قُـتِلتُ لـماذا لا تنتـقل إلـى جسـد فتـاة أخـرى وتـجعلها تـقع في حـبك ؟

- هههههـ الزواج بيـن الإنـس والـجن يحـتاج إلـى وسـيط إنـسي فالـساحرة التي تحـكمت في هـي من قـامت بـإعـطائي فـرص الـزواج تسـع مرات بطـقس الكتاب أمـا الإنتقـال إلـى جسـد الإنـس هـو تحـكم مؤقت أي إن أستُدعِيت في عـالم الـجن سأضطر للـذهاب رغـما عـني, أمـا حيـن زواجي بإنسية لـي الحـق الكـامل بالـعيش في عـالم الإنـس..

- فـهمت الآن

عـواء ذئـاب, خـلف " نـجيب " مبـاشرة قـطيع ذئـاب جـائعة, قـفزوا عـلى " نـجيب ", يـضرب " نـجيب " الأول ويتـفادى الـثاني, الـضوضاء فـوق الـجبل للأسـف جـعلت " نـجيب " في مـوقف مكشـوف علـى مرمى أنظار الـشرطة...

تـسلق الـشرطة الـجبل نحـو " نـجيب " , أطلـقوا الـنار علـى الـذئـاب, إحتـار " نـجيب " ما الـخيار الـصحيح أيواجـههم ويعـرض جسـد " هـدى " للخـطر أم يستـسلم ؟, الـقرار النـهائي كـان الإستسلام...

نقـل " نـجيب " مـع " جلـنار " والـشباب إلـى نـقطة شـرطة صـغيرة قـريبة من الـغابة, أدخـل الـشرطة الـشباب قـبل إدخـال " نـجيب " و " جـلنار ", أصـوات إطلاق رصاص من الـداخل, بعـد أن دخـل " نـجيب " و " جلـنار " وجـدوا كـل الـشباب جثثا مرمية على الأرض وحمـام دم يغـطي الـمكان, إثـنان من الـشباب لازالا على قيـد الحيـاة لكـن حالتهـما خطيرة, إنتـفض جسـد " هـدى " لتتـحدث " هـدى " هذه الـمرة...

- يا إلهـي لماذا قتـلتموهم ؟!!

إنتفـض جسـدها مجـددا ليـنطق " نـجيب "...

- الأمر أخطر من ذلك, أنظري لـجدران الـنقطة

جـدران مـركز الـشرطة الـصغير أو " الـنقطة " مليء بالرسومات والـعلامات الـغير مفـهومة إضافة إلـى أحرف متفرقة, تـحدثت " هـدى "...

- مـاهذا ؟؟؟

والإجـابة أتتـها من " جلـنار " تحـرك فـم " عـادل " لـتتحدث " جلـنار "..

- بعـد أن هربـتُ في الـغابة من الشبـاب, عثـرت علـى أفراد شرطـة وكـان لديهم بلاغ بشأن الإمسـاك بـ " عادل ", تقـدمت إليـهم دون أن أتـحدث حتى لا أفضح نفـسي بـصوتي الأنثوي, قـام الـشرطة بنـقلي إلـى هذه الـنقطة إستـطعت خداعهم ورسـم هذه الـرموز والـعلامات على جدران الـغرفة

- ماهذه الـرموز ؟

- إستـدعاء للجـان, رحـبي معـي بـعائلة " نـجيب " يـا " هـدى "

تغـير لـون أعيـن عنـاصر الـشرطة إلـى الأبيـض كلـهم مسيـطر عليهم من قـبل الـجان,ردد أحدهم..

- مرحبا إبن العم !

جـهزوا أسلـحتهم لـقتل " هـدى ", " جلـنار " واقفة تضـحك فالـنهاية أتت...

تـحدث " نـجيب " بـخوف..

- سـأقـوم بـحركة الآن لإيـقافهم مؤقـتا, أريـد منـك الـهروب مبـاشرة بـعد قيـامي بـها

- وما هي ؟

- لا تسـألي فـقط نفـذي !! هـذه الـمرة لا تسألي يـا هدى

في الـغرفة جـهاز راديو صـغير, ركـض " نـجيب " بـجسد " هـدى " نـحوه, أدار الـراديو سريعا نـحو أقـرب تردد, علـم " نـجيب " أنـه لـن توجد إلا قـناة واحدة علـى الراديو ستصل في هذا المـكان المـعزول ألا وهي قـناة القرآن الـكريم الموزعة على جـميع أرجاء دولة " ليبيا "...

قـبل أن يـطلق الـجان الرصاص, خـرج صـوت آيات الرحمان مـن الـراديو لتـزعج الـجميع بـمن فيـهم " نـجيب ", تـحدث " نـجيب " متألماً...

- سأنتقل إلـى جسـد الـشاب المـصاب الـمرمي على الأرض, حيـن أخرج من جسـدك أهـربي لأنـي لا أستـطيع الـتحرك بجسدك أأأأأأأأأأأأأأأأأأأه هيـا

شـعرت " هـدى " بـخروج " نـجيب " مـن جسـدها, إلتـفتت في الـغرفة كـل الجـان المـسيطرين على جسـد عـناصر الـشرطة يصرخون ألـما من صـوت الآيـات كذلك " جلـنار " الـمتحكمة في جـسد " عـادل " و " نـجيب " الـذي دخـل جسـد الفـتى المصـاب...

ترددت وتلبـكت " هـدى " صــاح " نـجيب " بـأعلى صـوت..

- أهــــــربي

__________________  #الجزء_الرابع_عشر
 <><>
ترددت وتلبـكت " هـدى " صــاح " نـجيب " بـأعلى صـوت..



- أهــــــربي


الحيرة أصابت " هـدى ", تـحدثت وأنظـارها نـحو الـشاب المـلقى على الأرض الذي يتـحكم بـه " نـجيب "...

- سـأحملك إذا

وهـو يتألـم من آيـات الـرحمان تـحدث " نـجيب "..

- أأأأ, جـسد هذا الـشاب يـنزف بـشدة والـرصاص مـستقر بـ بـجسده أأأأه, أي حـ حـركة خاطئة فـستنـهي حيـااااااته, وإذا مـات سـأعـ عـود للـجسد الذي أنـتمني إليـه وهـ وهو أنتِ وهـكذا سـتمسككِ " جـلنار "

- لا أستـطيع تـركك !!

" جـلنار " رغـم أنها تتألم كذلك لـكنها تحـاول الـتحرك, صـاح " نـجيب "...

- يـا غبية لـن يحدث مـكروه لي ! بـعد أن يـتوقف الـقرآن أستـطيع الـخروج مـن هذا الـجسد والـبحث عـنك

- عـدني بذلك !

- أأأأأأأأأه أعـدك

لـم يـهن علـى " هـدى " أن تتـرك " نـجيب " لـكن لا خيـار أخـر وأيضـا علـمت أن " نـجيب " يستـطيع الـعودة إليـها, ركضـت بأقـصى سـرعة إلـى سـيارة الـشرطة لـتأخذهـا منـطلقة نـحو " بنـغازي "....

دقـات قـلبها الـمتسارعة بدأت تستقر, سـلمت " هـدى " نفـسها إلـى الـشرطة عـند بوابة الـدخول لمـدينة " بنغازي ", أخبـرتهم بالـقصة كـاملة وأن الـمحقق " عادل " رفـقة عدد من الـشرطة قـاموا بـقتل ثلة من الـشباب في غـابات جبـال الـشرق الليبي, " هـدى " لـم تخـبرهم أن " عـادل " وأفراد الـشرطة تـتحكم بهـم الجـنية " جلـنار " وأعوانها خوفـا من أن لا يصدقوها, أعـطتهم العـنوان تـحديدا للـذهاب والـتحقيق في الأمر بيـنما بقـيت في الـحجز....

بـعد مرور يـوم كـامل وصـباحا دخـل مـحقق ليـس المحقق " عـادل " بـل أخر, دخـل رفـقة إثنـان من الـشرطة, جلـس متـحدثا...

- أهلا " هـدى "

" هـدى " شاردة مر يوم كـامل ولـم يأتي " نجيب " بعـد, تـحدث الـمحقق مجددا

- أنتِ يافتاة أنـا أتـحدث معك !

- أأأ, أسـفة سيدي لـم أنتـبه

- كـيف حالك ؟

- بـخير وأنت ؟

- أنا بأفـضل حـال, جئـت لأسـتجوبك يا عزيزتي

- عـن ماذا ؟

- عـن ماذا ههههههـ ؟ عـن الكـارثة الـتي حصلـت في مـركز الـشرطة عـند الجبـال, عـن الـشباب, الـشرطة و المحقـق " عـادل " الذين قـمتي بـقتلهم !!!

- مـاذا كـلهم مـاتوا ؟

- و كأنـك لا تعرفين

- أٌقـسم لك أننـي لا أعرف, أنا ضحـية مثلي مثـلهم, ضحـية سحـر أسود ألـم ترى الـرسومات على جدران الـمركز ؟

- أي رسومـات ؟ كفـاك هـلوسة, أعـلم بأمر التقرير حـول أن جسـدك بـه جـني وهـكذا لـكن أنا لا أؤمن بهذه الأمـور بتـاتا, علـى أي حـال سلاح الـجريمة بندقية, سـنفحص الـبصمـات وإن كـانت لـك فالـحكم الـقديم " الإعـدام " الصادر في حقـك سيتم تـنفيذه و إن لـم تكن لـك رغـم أنني متأكد أنهـا لك...

- وإن لـم تكن لي ؟

- سـنبحث عـن الـقاتل لـنعرف علاقتك بـه

- مالذي حـدث لـ " نـجيب "

- ماذا ؟ مـن " نـجيب " ؟ أهـو الـقاتل ؟

- " نـجيب " ما الذي حـدث لـك يا " نـــــجيب "

خـرجت " هـدى " عـن هدوئها وصرخت تنـادي على " نـجيب ", غـادر الـمحقق والـشرطة الـزنزانة" هـدى " في حـالة لا تـحسد عليهـا كل مايشغل بـالها " نـجيب " تـدور في الـزنزانة مرددة...

- أنـا الـسبب أنـا السبـب, لـماذا تـركته لمـاذا ؟؟!

- هههههـ كفاكِ نواحـا " نجيب " بـأفـضل حال

من خـلف الـقضبان صـوت " جلـنار " تـحدثت بـجسد حارس الـزنزانة, والـرعب مسيطر عليهـا قـالت " هـدى "...

- " جـلنار " أيـن " نـجيب " ؟ أرجـوك أخبريني !!!

- ألـم يخـبرك " نـجيب " أنـه يـتمتع بالـحماية فقـط إن كـان مـع زوجـته, بعـد هروبك من الـمركز إستـطعتُ بـصعوبة إطلاق رصـاصة نـحو الـراديو لتـدميره, بـعدها قـام الجـان الذين معـي بـالإمسـاك بـ " نـجيب " ونقـله معهم إلـى عـالم الـجان...

- أليـس إيذاء الـجني مخـالف لقوانين عـالم الجان ؟!؟!

- في الـواقع نـعم لـكن إن لـم يعـلم أحـد فلا بأس, لـن يسجنوا " نـجيب " لـوقت طـويل فـقط حتـى أتأكد مـن موتك

إرتـاحت " هـدى " بـعد عـلمها أن " نـجيب " بـخير وقـالت...

- لـن تـنجح خـطتك فالـبصمات على الـسلاح ليـست بصـماتي

- هههههـ بلـهاء أنسيتي أنني جـنية سـأعمل على إلصـاق التهـمة بـك يا " هـدى "

- مــلعونة !!

بـعد مرور أيـام ظـهرت الـبصمات وفـعلا حـققت " جلـنار " مرادها بإلصـاق التـهمة في " هـدى " إستـاطعت إقناع الـجميع أن الـقـاتلة هـي " هـدى "..

دخـل الـمحقق لإبـلاغ " هـدى "...

- أهـلا " هـدى "

تـحدثت " هـدى " بـعصبية..

- أراك مبتـسما, سـعيد لأنه تـم إدانتي بالـجريمة

- كيـف عرفتي ؟

- تـم إبلاغي سـابقا

- ومـن أبلـغك ؟؟

- لا دخل لك

- كيف لا دخـل لي ؟ الـبصمات لـم تأتي إلا الآن وأنـا أول شخـص إستلمهـا !

- مـا هو إسمك ؟

- " رشيد " لـماذا ؟

- هـل لي بـطلب يا " رشيد " ؟

- طـلب ؟

- نـعم طـلب أخير

- رغـم أن مجرمة مثـلك لا تستـحقه لـكن إن كـان في حدود الـمعقول فـهو لك

- ما سأقوله الآن أبـقيه بيـننا..

أخـبرت " هـدى " الـمحقق بـمطلبها, خـرج " رشيد " و " هـدى " تـدعي أن يـأتي " نـجيب " قـبل فـوات الأوان..

مضـت أربـع أيـام وضـع " هدى " الـصحي سيء فـهي تتقيأ كـثيرا وتـعاني من ألام بالـمعدة بالإضـافة إلـى أنها لم تتعالج من إصـابات الـغابة, للأسـف الـحرس بالـسجن لـم يهـتموا لـها, كلـهم رددوا جمـلة واحدة..

- لا داعي من إحضـار الـطبيب لـفصح حـالتك, سـتموتين بـعد أيـام !

مـوعد الإعـدام, تـسير " هـدى " بـخطوات هادئة مـرتدية زي الـمساجين البرتقالي, دخـلت غـرفة الإعـدام الـسكوت يـعم المـكان, الـمحقق الـجديد واقف, مشـهد يعيد نفسه, رئيس الـسجن كذلك موجود, منفذ الـحكم وضع " هـدى " على الـمشنقة, هـمس في أذنـها..

- بـعد قليل سـتختنقين أمـا أنا فـسأذهب لـزوجي الحبيب " نـجيب "

الـمتحدث كـانت " جلـنار ", لـم تصرخ " هـدى " بـل لزمت الـهدوء و بقيت على حـالتها فهـي علـمت أن لا أحـد سيصدقها...

ثـواني ويتـم تنفيذ الـحكم, قـبل أن يـنفذ الإعـدام تـحدث الـمحقق..

- قـبل أن يـتم إعـدام الأنسة " هـدى " كـان لهـا مطلب أخير وهـو بسيط لذلك سأحققه لـها..

أخـرج الـمحقق " رشيد " من حقـيبته راديو قـام بتشغيـل القرآن الـكريم منـه, صـرخ منـفذ الـحكم أو بالأصـح صـرخت " جلـنار ", مشـهد صـدم الـمحقق ورئـيس الـسجن, علـمت " هـدى " أن " جلـنار " سـتكون حاضرة فإستغـفلتها بـهذه الـخطة...

لـحسن الـحظ أن بالـسجن هـناك شيـخ مـختص لـمثل هـذه المواقف تـم إستـدعائه لـمعـالجة منـفذ الإعـدام, حضـر ومعه ثلاثة من الـحراس أمرهم بـحمل الـشاب, تـصرخ " جلـنار " من جسـد الـشاب

- لالالا, لا أريد الـموت لا أريد الـموت, اللـعنة عليـك يا " هـدى "

إتـجه رئـيس الـسجن نـحو " هـدى " الواقفة على منصة الإعدام مرددا...

- سأتأكد من مـوتك شخصيـا هذه الـمرة يـا ساحرة

هـي تتألم بـشدة من الألم, تـحدث الـمحقق " رشيد " في أخـر لحظة..

- سيدي تـوقف

- لمـاذا ؟

- لأنه لا يمـكنك إعـدامها الآن

- حـكم الإعـدام قـد صدر في حـقها

- أعلـم ولكـن ركـز فيهـا قليلا

- يا إلهي، يا للهول !!!!


__________________ #الجزء_الخامس_عشر
 <><>
- أعلـم ولكـن ركـز فيهـا قليلا

- يا إلهـي !!!! لـكن كيـف لـم أنتـبه للأمر ! كـيف لـم أنتـبه أنهـا حـامل !

- أنـا أيـضا لـم ألـحظ !

- مـن هو زوجـها ؟

- لا أعـلم سيدي لـكن ألا تـعتقد أنـه يـجب عليـنا نقـلها للـمستشفى فـوضعهـا خـطير جـدا

- نـعم نـعم معـك حـق

نقـلت " هـدى " إلـى مسـتشفى " 1200 " لـتحصل علـى رعـاية مشـددة فـجسدها متضـرر جـدا وقـد لـن تتـحمل أثـار الـحمل الـمئلمة...

بعـد مرور أيـام, تـحسنت " هـدى " نسـبيا لـيسمـح بزيـارتها, رغـم أن القـسم نسـائي لـكن الـشيخ ذلك الـشيخ في الـسجن الذي حـارب " جلـنار " إستـطاع الدخـول بحـجة إمتـلاكه لأوراق تـخص " هـدى "...

فـتحت الـممرضة بـاب الـغرفة متـحدثة...

- " هـدى " لـديك زائـر يـدعي أنـه قـريبك ومعـه أوراق تـخصك, أندخلـه ؟

وهـي مجـهدة قـالت " هـدى "...

- زائـ زائـر كـيف يبدو ؟

- يـبدو عليـه أنـه سلـفي ملـتحي, أه نـسيت وهـو أبـكم

تـذكرت " هـدى " الـشيخ يـوم الإعـدام ثـم حـاولت إبعـاده عن بـالها فذلك الـشيخ لـيس أبـكم, رجـعت بتـفكيرها إلـى الـشيخ مرددة بيـنها وبيـن نفـسها...

- بالـتأكيد الـشيخ هـزم " جـلنار " و " نـجيب " تقـمص جسـده ليـزورني لذلك يـدعي أنه أبكـم حتى لا يفضح بصوته

نادت الـممرضة " هـدى "...

- هـا أأدخله ؟

- نـعم نـعم أدخلـيه

دخـل الشـيخ وإبتـسمت " هـدى " حيـن علـمت أنـه هو نفـس الشيخ, حـمل الـشيخ كرسـي و إقـترب من سـرير " هـدى " جـالسا, الـممرضة واقفة عـند الـباب...

إخـتلس الـشيخ اللـحظة و هـمس لـ " هـدى "...

- أطلبي مـن الـممرضة الـخروج وإغلاق البـاب

كـاد قـلب " هـدى " أن يـخرج مـن جسـدها, إنـها " جلـنار ", " جلـنار " لـم تـمت !

لـم تـجد " هـدى " حلا أخر والدمـوع تـكاد تـخرج من عيـناها تـحدثت للمـمرضة...

- أيـمكنك الـخروج وتـركننا لوحدنا قليلا ؟

- لا أستـطيع سيدتي, شـرط علي الـشرطة أن أكـون معـك حيـن يأتي ضيوفك

- لا تـقلقي أرجـوك أخرجي وأتركينا

أقـنعت " هـدى " الـممرضة وجـعلتها تخـرج لـكن الـممرضة أعطتهم فقـط خـمس دقائق...

نـطقت " جلـنار "...

- أحسـنتِ

- كيـف ؟ كـيف إستـطعتي هـزيمته ؟!!

- هههههـ لـحسن حـظي أن هـذا الـشيخ كـان لديـه نقـطة ضعـف

- نـقطة ضعف ؟

- نعـم, بـعد أن أخـرجوني من غـرفة الإعـدام تـم نقلي لـغرفة فـارغة, أوقـف الشيخ تسجيلات الـقرآن وبدأ لـوحده في الـتلاوة, أثـرت علي, قـام بجـلدي بـحزام جـلد متين, جَـلَدَ الـجسد الإنسـي ولـكن الأثـر كـان علي, كـاد, كـاد أن يـحرقني لـكن حـين دقـقت فيـه وجـدت ذنـبا كـبير بجـسد الـشيخ, فـوهة بـجسده تـجعلني أعـبر لـداخله

- فـوهة ؟

- نـعم, كـما تعـلمين الـذنوب الـكبيرة هي مـا تجعلكم أنــتم الإنـس محـطات لـنستقر بداخلها نـحن الجـان, الـشيخ كـان يزنـي مع الـسجانة وأضـيفي أن الـسجانة مـتزوجة, تـلك الـنقطة كـانت مدخلي لـجسد الـشيخ وسيطرتي عليـه, دخـلت ثـم حدث ماحدث

- ماذا تريدين الآن ؟

- بما أني تأخرت عـن موعدي للـعودة إلـى عالم الجـان فبالـتأكيد الـجان الذين جـعلتهم يـمسكوا بـ " نـجيب " قـد تركوه وعلـى الأرجح هـو قادم الآن إلـى هـنا

- " نـجيب " أتي هذا راااائع, " جـلنار " هـل لي بسـؤال ؟

- لا أحـب حتى الـحديث معك فـكيف لي بالإجابة على سؤالك !

- أرجـوك سؤال واحد

- وماهو ؟

- إبـن من الذي أنـا حامل به ؟

- ألـم تعلـمي ؟ ههههـ إبنـك أنت و " نـجيب "

- وكيف حصـل هـذا ؟

- كـأي زواج بـين إنسـي وجـنية أو إنسـية وجـني, العـديد ممن يعيشون بيـنكم لـهم جـذور من عـالم الجـان, يـوم إختـطفتك ووضـعتك بالـمنزل فـوق الـجبل هـناك قـام " نـجيب " بـفعلته !

- و كـيف علمـتي ؟؟

- حيـن هربـتي من مركز الـشرطة, أمسكـت بـ " نجيب " فـأخبرني " لا فـائدة يـا جلنار أنا لن أكون لك لـقد عاشرت هـدى و هـي حـامل "

" هـدى " إنـهمرت دموعها وإعتـلت الإبتسامة وجـهها, صـاحت " جلـنار "

- لـماذا كـل هذه الـسعادة ؟!

- رغـم أن المـوضوع مـخيف لـكن لسبب مـا هـرمون السـعادة والـفرح وصـل لأقصـى حدوده بـجسدي

- سـأعمل على إنهـاء سعادتك إذا

أخـرجت " جـلنار " مـن ملابس الـشيخ سـكينا ورددت...

- إبنك, إبن " نـجيب " لـن أدعه يستـمر في الحـياة, لـن أدعـه ولـن أدعـك

رفـعت " جلـنار " الـسكين لـقـتل " هـدى ", فـتح باب الـغرفة ودخل الـمحقق " رشيد " حـاملا راديو يطلق صـوت تلاوة آيـات الغفور الـرحيم...

صـرخت " جـلنار " متوجعة...

تحـدث الـمحقق " رشيد "...

- لـن تتـوقف تلاوة الـقرآن بهذه الـغرفة حـتى يـوم ولادتك

- و لـ ولـكن ماذا عـن عـن " نـجيب " ؟

- لا أعـلم من هـو " نـجيب " هذا ولا أعرف حقيقتك يا فـتاة أقصـد يا مدام فـأنتِ لسـت فتاة بـعد الآن, إسمـعي بـصماتك هـي دليل إدانـتك وأهـل الـقتلى يريدون الـثأر أنـا إستـطعت إيـقافهم حـتى يوم ولادتك لأبنائك بعدها سيتم تنفيذ حكم القصاص فيك

- أبنـائي ؟

- نـعم ألـم تعلمي أنك حـامل بـتوأم ؟

- يـا ربـاه

حضـر " نـجيب " ووقـف عـاجزا, أتصـدقون لـو قلـت لكـم " نـجيب " يبـكي و " هـدى " تبـكي, تشـعر " هـدى " بـوجوده لـكن تعـجز عن القـيام بأي شيء فـلو أوقفت القـرآن سـتدخل " جلـنار " الـغرفة وتقتلها...

لمـدة ثـمان أشـهر وكسـور يـنتظر " نـجيب " جـالسا أمام الـغرفة و " جلـنار " إلـى جانبه...

صـرخت " هـدى " فـموعد الـولادة قـد أتـى, دخـل الـطبيب رفقة الـممرضين, أطفـئوا الـقرآن الـكريم حتـى يـعم الهـدوء الـمكان, فقـط صـراخ " هـدى " الـحاضر...

أسـرع " نـجيب " لـيدخل جسـد " هـدى " و تنـافسه " جلـنار " للوصول قـبله, يكـاد كلاهـما أن يدخلا جسـدها, يضرب أحـد يـديه في بـعضهما..

ضَرْبُ الأيدي لـم ينـتبه لـه الإنـس, بـل كان في عـالم الـجن إنتبه لـه " نـجيب " و " جلـنار "...

جـنية تشـبه " هـدى " في تفـاصيلها وكـأنها " هـدى " الـنسخة الجـنية, سـمراء رشيقة سوداء الـشعر لـديها غـمازة على خدها الأيسـر...

تـحدثت الـجنية...

- تـوقفا الآن !

بإندهاش قـالت " جلـنار "..

- مـن...مـن أنتِ ؟

- أنـا قـرين " هـدى "

بـخوف نـطق " نـجيب "...

- ولـكن الـقرين لا يـظهر إلا...

قـاطعته الـجنية متحدثة...

- لا يظهـر إلا للـتنبيه بـأن مـوعد وفاة الإنـسي قـد حان

- لاااااااااااااااااااااااااااا

صراخ " نـجيب " هـز الـغرفة, تـحدث...

- كيف ؟ كـيف ؟ لالا زهـرتي لا يجـب أن تـموت

- للأسـف لـسنا نـحن من نقرر مـتى يـموت الإنسي, جسد " هدى " لا يستطيع تحمل عملية الإنجاب، إذهـب لتوديعها قـبل فوات الآوان

نـظر " نـجيب " إلـى " جـلنار "...

- إرتحتي الأن إرتـحتي !!!

كـان الـطبيب يـحاول إخـراج الأطفـال, سـيطر " نـجيب " علـى جسد الطـبيب, لـم يتمالك نفـسه صـرخ وهـو يـخرج أبنـاءه مـن رحـم " هـدى "...

- قـاومي ياحبيبتي قـاومي

وهـي تصرخ إنتابتها الـقشعريرة بـعد سماعها لـصوت " نـجيب "...

مـع صياحها الموجع تردد...

- أحبـك " نـجيب " أحبـك أأأأأأأأأأأأه

تــوقف قـلب " هـدى " عـن الـعمل, أخـرج " نـجيب " الطفـل مـن رحـم " هـدى " ولـم يتمالك نفـسه فحـتى الـفرحة بإبنته لـم يشعر بـها, يـلقي بنـاظره إلـى الـجثة الـهامدة زوجته, خـرج من جسـد الطـبيب فلا فـائدة من بقاءه الآن بـعالم الإنس...

بـعد رحـلة من المـعاناة حـطت " هـدى " رحـالها أخيرا لتستسلم للـموت !

إختـفى قـرين " هـدى " بـعد وفاتها, إحتـرق كتـاب التـسع فـصول " أنتِ لـي " و فـشل " نـجيب " بالـحصول على حياة هانئة بـين الإنـس, " نـجيب إخترق قـانون عـالم الـجان و قـتل " جلـنار " لـيزج بـه في سـجون مملكة الـجان وللأبـد ردد وهو بالـسجن

- مر الـسجن ولا مر " جلـنار " يـاليتني فـعلتها من الـبداية وخلـصت " هـدى " ياليتني فعـلتها من البـداية...

نقـلت إبنـة " هـدى " و " نـجيب " إلـى دار رعاية...

إنتظروا لحظو....

حسـب الأشـعة والتـقارير " هـدى " حـامل بـتوأم كذلك إنتفـاخ بـطنها كـان يؤكد على أن الأبنـاء إثنـان وليس واحدا !!!

أيـعقل ؟ أتسـمعون صـراخ تلـك الـطفلة....ركـزوا فـأنا أسـمعه !!

(( أخبار العاشرة فضيحة في مستشفى 1200 تسربت حول ولادة إمرأة لطفل واحد رغم أن أجهزتهم أبلغت أن المرأة حامل بتوأم، أمر وزير الصحة بالتحقيق في الأمر خاصة بعد وفاة الأم خوفا من أن يكون للمستشفى علاقة بوفاتها ))

الأجهزة لم تخطأ، " هدى " أنجبت توأم، اخبروهم بذلك.. أخبروهم أن واحدة في عالمهم وواحدة في عالم الجن !

__________________  #الجزء_الأخير


author-img
Oussama HASNAOUI

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent